واصل المئات من التلاميذ بإقليم سطات، أمس، احتجاجاتهم للمطالبة ب"إسقاط التوقيت الصيفي"، حيث خرجوا في مسيرة ضخمة جابت معظم شوارع المدينة، مردّدين شعارات تطالب بالتراجع عن الساعة الإضافية التي أقرتها الحكومة. الاحتجاجات استنفرت عناصر الأمن والقوات المساعدة والسلطات المحلية بمختلف تلاوينها، التي طوّقت مقر المديرية الإقليمية الجديد على مستوى شارع الحسن الثاني، وعملت على تغيير اتجاه العابرين لمدينة سطات عبر شارع الحسن الثاني. وعلى المستوى التربوي، توقفت الدراسة مؤقتا بمجموعة من المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية، بمدينة سطات والبروج وقيصر وابن أحمد ودار الشافعي وخميس سيدي رحال وسيدي حجاج، وغيرها. وأفادت مصادر هسبريس بأنه لم يسجّل أي تدخل أمني في حق المتظاهرين من التلاميذ؛ إذ اكتفت العناصر الأمنية بالتأهب ومراقبة الوضع وتتبع المسيرة عن بعد، كما أنه لم تسجّل أي خسائر مادية أو إصابات بشرية، باستثناء إصابة أحد الأطر الإدارية في مدينة ابن أحمد، مقارنة مع اليوم الثالث من الاحتجاجات الذي عرف حالات اعتداء وتخريب لمرافق المؤسسات التعليمية. وعمل المدير الإقليمي، مرفوقا بعدد من رؤساء المصالح، على زيارة المؤسسات التي عرفت حالات تخريب، وأشرف على عمليات الإصلاح طيلة يومي الأحد والاثنين، كما هو الشأن بالثانوية الإعدادية مجمّع الخير التي تعرضت لتكسير الزجاج وإتلاف بعض التجهيزات، إلى جانب تكسير زجاج نوافذ منازل خاصة يعتزم أصحابها تقديم شكاية في الموضوع لدى الجهات المختصة. وأضافت المصادر ذاتها أن المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بسطات انتقل إلى بعض المؤسسات التعليمية للاطمئنان على سلامة الأطر التربوية والإدارية، والتلاميذ الذين كانوا يتابعون الدراسة في جو عاد، قبل أن تلتحق بهم مجموعات من مؤسسات أخرى وطالبتهم بالمشاركة في الاحتجاجات. جدير بالإشارة إلى أن المديرية الإقليمية للتعليم بسطات عقدت اجتماعات عدّة مع جميع المتدخلين، من سلطات إقليمية وأطر إدارية وهيئات نقابية وجمعيات آباء وأمهات التلاميذ، وفوّضت الأمر إلى مجالس تدبير المؤسسات لبلورة تصوّر واقعي لتوقيت مناسب لخصوصيات المناطق ورفع توصياتها واقتراحاتها إلى المديرية الإقليمية، ومنها إلى الأكاديمية الجهوية للمصادقة عليها. وأصدرت أكاديمية جهة الدارالبيضاء-سطات بلاغا سابقا يتضمّن اعتماد الثامنة والنصف إلى الثانية عشرة والنصف في الفترة الصباحية، والثانية والنصف إلى السادسة والنصف للفترة المسائية لسلكي الثانوي والإعدادي، في حين طالبت بالتقيد بمقتضيات المذكرة الوزارية 157/18 للسلك الابتدائي، مع إمكانية اعتماد الثامنة والنصف في الفترة الصباحية عند الاقتضاء، بعد استشارة مجالس التدبير.