تتجه أنظار عشاق كرة القدم، مساء الأحد، إلى ملعب سانتياغو الوطني حيث يلتقي المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة بنظيره الأرجنتيني في نهائي كأس العالم للشباب، في مواجهة لا تقتصر على التحدي الرياضي، بل تبرز أيضًا فارقًا ماليًا هائلًا بين القيم السوقية للفريقين. فبحسب صحيفة "بولافيب" "Bolavip" الأرجنتينية، تبلغ القيمة الإجمالية لمنتخب الأرجنتين في هذه الفئة السنية 61.8 مليون يورو، بينما لا تتجاوز قيمة المنتخب المغربي 11.8 مليون يورو، أي أن "راقصي التانغو" يتفوقون ماليًا بما يقارب خمسة أضعاف خصمهم الإفريقي.
وتأتي هذه الأرقام رغم غياب ثلاثة من أبرز المواهب الأرجنتينية – فرانكو ماستانتونو وكلاوديو إيتشيفيري وفالنتين كاربوني – الذين تصل قيمتهم مجتمعين إلى نحو 70 مليون يورو، إذ لم يشاركوا في البطولة. نجوم الأرجنتين في الصدارة يتصدر ماهر كاريزو، لاعب فيليز سارسفيلد، قائمة أغلى اللاعبين في الفريق الأرجنتيني بقيمة سوقية تبلغ 10 ملايين يورو، أي ما يعادل تقريبًا كامل قيمة المنتخب المغربي بأكمله. ويليه الثلاثي جيانلوكا بريستياني وخوليو سولير وألفارو مونتورو، بقيمة 8 ملايين يورو لكل منهم، فيما يقدّر سعر كل من ماتيو سيلفيتي – صاحب هدف التأهل إلى النهائي – وميلتون ديلغادو وسانتينو أندينو بنحو 5 ملايين يورو. على الجانب الآخر، لا يتجاوز أغلى لاعبي المغرب، ياسين جيسيم المحترف في صفوف نادي دانكيرك الفرنسي، 4 ملايين يورو، فيما تبلغ قيمة زميليه علي معمر وعثمان معمة نحو مليون يورو لكل منهما. لكنّ الفوارق المالية، بحسب محللين، لا تعكس بالضرورة واقع المنافسة على أرض الميدان، إذ أظهر "أشبال الأطلس" أداءً جماعيًا منظمًا وشغفًا كبيرًا أوصلهم إلى النهائي للمرة الأولى في تاريخ كرة القدم المغربية، متفوّقين على منتخبات أوروبية كبرى بينها فرنسا. مباراة "القيم والمعجزة" يرى المراقبون أن هذه المباراة تمثّل صدامًا بين مدرسة كروية عريقة تفيض بالمواهب والأسواق العالمية، وأخرى صاعدة تبحث عن تثبيت مكانتها بين كبار العالم. ورغم التفاوت في القيم السوقية، يؤكد مدرب المغرب محمد وهبي أن لاعبيه "لا يعترفون بلغة الأرقام، بل بلغة العزيمة والطموح"، في حين شدد الأرجنتيني دييغو بلاسنتي على أن النهائي "لن يُحسم إلا داخل المستطيل الأخضر، حيث لا مكان للأسعار، بل للأداء". ومهما كانت النتيجة، فإن النهائي في سانتياغو سيبقى مواجهة رمزية بين المال والموهبة، وبين التقاليد والطموح — في مشهد يجسد جوهر كرة القدم الحديثة، حيث لا شيء مستحيل فوق العشب الأخضر.