في أوَّلِ ردٍّ فعل لهم على قرار المندوبية العامة لإدارة السّجون وإعادة الإدماج، أعْلَنَ معتقلو "حراك الحسيمة"، بمن فيهم من باتوا يعرفون ب"الزفزافي ومن معه"، الدّخول في إضراب عن الطعام، رافضين "عقوبات السّجون التي منعتهم من التواصل مع عائلاتهم"، وضدَّ "ما يتعرَّض له بعضُ المعتقلين داخل السجون من سوء معاملة"، وفق تعبير مصدر مقرّب من المعتقلين. وتأتي هذه العقوبات التّأديبية في حقّ الزفزافي ورفاقه في سجن راس لما بعد قرار إعفاء مدير السجن المحلي على خلفية تسجيل صوتي لناصر. كما قرّرت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج معاقبة الزفزافي رفقة معتقلي الريف القابعين بالسجن نفسه، متخذة في حقهم إجراءات من قبيل السجن الانفرادي ومنع التواصل مع الأهل. ونقلت مصادر مقرّبة من المعتقلين أنّ "المعتقل محمد حاكي (15 سنة) دخل في إضراب عن الطّعام". وقالت أخت المعتقل على خلفية حراك الريف: "اتصل أخي الآن لبضع ثوان، قال لي أنا تعرضت للضرب المبرح وجسدي كله يؤلمني وهو مضرب عن الطعام والماء.. حالته لا تبشر بالخير". وأعلن نشطاء حقوقيون "تنظيمِ وقفة احتجاجية يوم الجمعة المقبل أمام مقرّ المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج بالرباط؛ وذلك احتجاجًا على وضعية ناصر الزفزافي ورفاقه"، داعين المجلس الوطني لحقوق الإنسان إلى "التّحرك وكشف وضعية المعتقلين". واعتبر الحقوقي خالد البكاري أنّ "ادعاءات التعذيب التي تحدثت عنها العائلات تتطلب تدخلا عاجلا للمجلس الوطني لحقوق الإنسان عبر الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب". ودعا الناشط الحقوقي إلى "فتحِ تحقيق عاجل، باعتبار أن التعذيب مجرم بالقانون الجنائي، وإيفاد أطباء شرعيين لصياغة تقرير حول الحالة الصحية للمعتقلين؛ وفي حالة التلكؤ من حق عائلات المعتقلين طلب التدخل العاجل للمقرر الأممي المعنى بالتعذيب، وسيكون الأمر حينها في غير صالح الدولة المغربية". ودفعت العقوبات المفروضة على المعتقلين الرّئيسيين على خلفية حراك الرّيف عائلاتهم إلى المشاركة في الوقفة الاحتجاجية المزمع تنظيمها. وقال أحمد الزفزافي: "أدعو كل الحقوقيين والمغاربة إلى المشاركة في وقفة احتجاجية أمام مقر المندوبية لرفع هذا الاحتقان والضغط الذي تمارسه المندوبية على أبنائنا"، مضيفاً: "لو اقتضى الأمر سندخل في اعتصام مفتوح أمام مقر المندوبية". وقال الحقوقي من الحسيمة إلياس الموساوي إنّ "اختيار توقيت ومكان هذه الوقفة من قبل عائلات المعتقلين جاء بعد أن تبيّنت استحالة تنظيم أي شكل احتجاجي بالحسيمة، وهذا راجع بالأساس إلى القبضة الأمنية المُحْكمة التي بسطتها الجهات الأمنية بالمدينة". وبالعودة إلى الأسباب التي دفعت أسر المعتقلين إلى الاحتجاج أمام المندوبية العامة للسجون، يبسطها الموساوي في أنّها ترتبط ب"المستجدات التي تخرج من السجون، وكذلك تفاعلا مع بيانات المندوبية التي أكدت أنها اتخذت إجراءات عقابية قاسية في حق بعض المعتقلين". ويردف الموساوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأنّ "الهدف الأساسي من وراء هذه الوقفة هو إثارة الرأي العام الوطني والدولي حول حجم المعاناة التي يعانيها المعتقلون وعائلاتهم".