الحجوي يدعو خريجي المدرسة العليا للإدارة إلى الارتقاء بالجانب المهني

أكد محمد الحجوي، الأمين العام للحكومة، خلال حفل تسليم الشهادات لخريجي سلك التكوين الأساسي للمدرسة الوطنية العليا للإدارة، الذي تم تنظيمه اليوم الخميس بمقر المؤسسة، أن تخرج الدفعة الأولى لهذه المدرسة يشكل حدثا متميزا ويعتبر من أولى ثمرات الإصلاح الأخير الذي شهدته هذه المؤسسة الوطنية الرائدة في مجال تكوين أطر الإدارة العمومية.
وشدد محمد حجوي، الذي تم اختياره راعيا للفوج الأول لسلك التكوين الأساسي للمدرسة الوطنية العليا للإدارة، على الدور الذي تلعبه هذه المدرسة الوطنية التي "تحمل على عاتقها مسؤولية تزويد الإدارة بكفاءات عليا، قادرة على رفع تحدي التنمية، والتجاوب مع الحاجيات المجتمعية الجديدة ومسايرة التحولات العميقة التي تفرضها الثورة الرقمية المتسارعة"؛ كما أشار إلى أن تخرج هذا الفوج يصادف وضع تصور لنموذج تنموي جديد، ما سيضع المنظومة الإدارية برمتها أمام مسؤوليات جديدة، ويفرض عليها القيام بتحولات عميقة من أجل مواكبة التوجهات والخيارات الكبرى التي ستنبثق عن هذا النموذج التنموي وترجمتها على أرض الواقع.
ودعا الأمين العام للحكومة خريجي هذا الفوج إلى "المساهمة في الارتقاء بالجانب المهني في الإدارة، الذي يعد من الإصلاحات الجوهرية والملحة التي يتعين القيام بها لتحسين الأداء وعقلنة القرار العمومي وتجويد الخدمات الإدارية، وتأهيل الجهاز الإداري لمصاحبة النموذج الجديد للتنمية المرتقب، الذي سيشكل بالنسبة للمدرسة الوطنية العليا للإدارة نبراسا ومرجعية أساسية ستستلهم منها المبادئ والأسس التي تصوغ في ضوئها برامجها التكوينية ومناهجها البيداغوجية، ومجالات البحث العلمي المرتبط بالإدارة، وأساليب تأطير الطلبة المتدربين".
وتأتي هذه الدفعة من خريجي المدرسة، حسب المتحدث، "في مرحلة حاسمة في حياة الإدارة المغربية، تتميز باهتمام خاص بالإدارة العليا، يتجلى في تثمين دورها وتحديد دائرة مسؤولياتها والحرص على تجديد نخبها وإغنائها بجيل جديد من الكفاءات، خاصة أن هذا الاهتمام تمليه التحديات الكبرى التي تواجهها مؤسسات الدولة، والتي يجسدها تعدد وتنوع الأوراش".
وأضاف الأمين العام للحكومة: "هذه الدفعة تصادف كذلك انشغال معظم القطاعات الوزارية بتفعيل ورش اللاتمركز الإداري، عبر تطبيق مضامين التصاميم التوجيهية القطاعية للاتمركز؛ وهي فرصة أمام هذه النخبة من الأطر الشابة للاحتكاك بمتطلبات تدبير القضايا المتنوعة المرتبطة بالمجالات الترابية للمملكة، ولتثمين العمل بالمصالح اللاممركزة والانخراط في ورش يعتبر من الأوراش الكبرى التي تنصهر فيها الجهود ويتطلع إلى نتائجها المواطن، وتجاوز الثقافة الإدارية السائدة التي تحبذ الاشتغال في الإدارات المركزية".
ونبه محمد حجوي في الأخير إلى الدور الحيوي الذي ينتظر أن تضطلع به المدرسة الوطنية العليا للإدارة مستقبلا إزاء هذه الشريحة من أطر الوظيفة العمومية، مشددا على ضرورة التفكير في مواكبة نخب الإدارة العليا وتمكينها من الآليات وأساليب العمل الحديثة لمزاولة مهامها القيادية على الوجه المطلوب، وذلك عبر وضع برنامج طموح للتكوين المستمر لفائدة هذه الفئة.