لا يكمن زيارة ساحة جامع الفنا ب"المدينة الحمراء" مراكش دون التجول بممر الأمير، حيث تنتشر المقاهي والمحلات التجارية، وسينما مبروكة وأزقة تفوح رائحة التاريخ منها في كل مكان، فتسافر بك المآثر التاريخية عبر الأزمنة؛ لكن الأمر أضحى مزعجا باحتلاله من طرف الباعة الجائلين والغرباء والمرشدين غير المرخص لهم، ما يشكل خطرا على زوار هذا الفضاء. وكشفت الحملات التي تقوم بها السلطة المحلية بالملحقتين أنها لا تحول دون استشراء حالة الفوضى والتسيب بهذا الفضاء السياحي، الذي تنتشر به تصرفات تخل بسمعة ممر يحمل اسم ولي عهد المملكة، يساهم في تكريسها نظام التقسيم الإداري الذي يجب إعادة النظر فيه، لأن المتسببين في هذه الفوضى يستغلونه بشكل قوي، وفق تصريحات متطابقة لمن استقت هسبريس آراءهم بخصوص هذا المشكل. ولا يشكو الممر من المظاهر المشار إليها فقط، بل يعاني أيضا من نقط سوداء للنفايات الصلبة، فالزائر لا بد أن يقع نظره على مشهد تكدسها حول عمود للإنارة العمومية، ما يثير حفيظة التجار والمواطنين الذين يتخذون هذا الفضاء طريقا إلى ساحة جامع الفنا. مصطفى مقودي، واحد من التجار بهذا الممر، أوضح أن هذا الفضاء "أصبح عالما من الفوضى، وتتجلى فيه كل أنواع السلوكيات المشينة التي تخدش جماليته، ورونق ساحة جامع الفنا، وتسيء إلى مدينة مراكش كوجهة سياحية"، مضيفا: "هجوم قوي على ممر الأمير من طرف أشخاص هوياتهم مجهولة، ينتشرون بكل النقط لاقتناص السائح وتعريضه للنصب والاحتيال". وفي تصريح لهسبريس أضاف المتحدث نفسه: "تشكل هذه الفوضى خطرا كبيرا على زوار مدينة مراكش، التي تنتظر أن تتعافى من مصيبتها الحالية، إذ يتعرضون لشتى أنواع الإزعاج وهم في طريقهم إلى ساحة جامع الفنا. أما البائعون الجائلون فأضحوا قارين بهذا الفضاء، إضافة إلى المتسولين والمتشردين المنتشرين بممر يشكل مدخلا رئيسيا إلى أيقونة بهجة النخيل". "ويساهم في هذه الفوضى بعض التجار الذين يخصصون مساحات أمام محلاتهم للباعة الجائلين على سبيل الكراء، ما يعرقل السير والجولان بهذا الممر، ناهيك عن الأزبال المتراكمة، وانتشار المرشدين غير القانونيين، الذين يعرضون السائح لمضايقات شتى"، يورد الفاعل الجمعوي مصطفى مقودي. محمد بلعروسي، رئيس مقاطعة المدينة العتيقة، قال في تصريح لهسبريس بخصوص الفوضى التي يعرفها ممر الأمير: "أسبابها كثيرة، منها أن الممر تابع لملحقتين، لكننا سنوجه مراسلات إلى باشا المنطقة"، مضيفا: "سننظر في هذا المشكل بعد مرور عملية تسليم السلط، وسنعمد إلى عدم الترخيص للمحلات التي تكري مساحات للباعة الجائلين، وسنفعّل الشرطة الإدارية وبعض اللجان للقيام بدور المراقبة". وتزامنا مع تسليط هسبريس الضوء على مشكل ممر الأمير، تمكنت الفرقة الحضرية للشرطة القضائية بمنطقة أمن المدينة العتيقة بولاية أمن مراكش، التي تنتمي إليها "ساحة جامع لفنا"، من توقيف مشتبه به يشكل موضوع شكاية في شأن محاولة للسرقة بالخطف استهدفت سائحا أجنبيا بأحد الأحياء، وأقر بذلك، وفق مصادر الجريدة الإلكترونية، التي أشارت إلى وضع الشخص المعني رهن تدابير الحراسة النظرية، في انتظار تقديمه أمام العدالة.