افتتح حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، صباح اليوم الجمعة ببوزنيقة، مؤتمره الوطني الحادي عشر تحت شعار "وفاء، التزام، انفتاح"، بحضور عدد مقلص من الشخصيات الاتحادية؛ فيما نُقلت الكلمات الافتتاحية لبقية المؤتمرين عبر المنصات الرقمية. وحضرت مجموعة من الشخصيات الاشتراكية العالمية في المؤتمر بطريقة افتراضية؛ من قبيل خوسيه لويس ثباتيرو، القيادي في الحزب الاشتراكي الإسباني، ولويس أيالا، الكاتب العام للأممية الاشتراكية، ورئيس التحالف التقدمي الألماني، بالإضافة إلى رئيس حركة المستقبل الليبية، ورئيس تكتل القوى الديمقراطي الموريتاني، ورئيس الحزب الاشتراكي السنغالي، وغيرهم. وتعذر حضور رؤساء الأحزاب السياسية المغربية بفعل الظروف الاحترازية المشددة، إذ اكتفى أعضاء اللجنة التنظيمية للمؤتمر الوطني بالإشارة إلى توصل "الوردة" ببرقيات تهنئة وإشادة من لدن أغلب التنظيمات السياسية بالمملكة المغربية. وانطلق إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في كلمته الافتتاحية، بالحديث عن النقاش الداخلي المتعلق بالولاية الثالثة، معتبرا أنه "أعلن بوضوح عدم ترشحه للكتابة الأولى مباشرة بعد إعلان النتائج الانتخابية لاقتراع الثامن من شتنبر 2021". وتابع لشكر: "المسؤولية لا تسمح بغير ذلك، باعتباري مؤتمنا على التفعيل الأمثل لمقتضيات القانون الأساسي للحزب، وباعتبار أنني كذلك اعتبرت أن الحزب في وضع تنظيمي أفضل من الوضع الذي كان عليه قبل استلامنا مسؤولية الكتابة الأولى". واستطرد الكاتب الأول ل"حزب الوردة": "تمثيليتنا داخل المجتمع من خلال منتخباتنا ومنتخبينا في كافة المؤسسات التمثيلية، برلمانية كانت أم ترابية، تعتبر رصيدا من شأنه أن يسهل مهام القيادة الجديدة المفترض أن تستلم المشعل في المؤتمر المقبل؛ ذلك أنها ستقود حزبا بوضع تنظيمي وانتخابي وسياسي أفضل بكثير من وضعه قبل عشر سنوات". ومضى المسؤول الحزبي يقول: "تلك كانت رغبتي، ويشهد الله أني لم أرغب مطلقا في أي ولاية ثالثة على رأس حزب عريق، يعلم الله ماذا يعني لي، وقد عشت العمر كله داخله منذ أن اخترت في بدايات الشباب الانخراط فيه عن قناعة كانت ومازالت بأنه الأداة الأمثل لترجمة مصالح القوات الشعبية، ولم أندم يوما على هذا الانخراط اليومي، باعتبار أن الاتحاد الاشتراكي بالنسبة لي هو المعنى والذات والأفق الوحيد". كما أوردت الكلمة الافتتاحية: "بعد انتهاء اللحظة الانتخابية، سنكتشف أننا بفعل تداعيات جائحة كورونا لم نتمكن من عقد الجموع العامة المحلية والمؤتمرات الجهوية في أغلب الفروع والجهات، وبالتالي اصطدمنا مع واقع تنظيمي كان سيؤدي في حالة تنظيم الجموع العامة ليس فقط إلى تجديد الهياكل الحزبية، بل تغييرها بالمطلق". ولم يفوت لشكر الفرصة دون انتقاد الأغلبية الحكومية بقوله: "حين وصفنا ما حدث بعد الانتخابات الماضية بالتغول فإننا نقصد بهذا المصطلح أن التغيير المنشود تحول إلى انزلاق قد يعصف بمصداقية المنظومة التمثيلية برمتها، إذ إن الاتفاقات الحسابية التي تلت الإعلان عن النتائج دشنت لمسلسل تقليص المشاركة السياسية". وأوضح الكاتب الأول ل"حزب الوردة" أنه لا يقصد منازعة حق رئيس الحكومة في أن يشكل الأغلبية التي يبتغيها، "رغم أن الرأي العام لم يكن يتصور أن المسطرة المتبعة انقلبت، إذ تكونت الأغلبية دون سبق إعلان أي تقارب أو تنسيق بين مكوناتها". وختم المتحدث كلمته بالقول: "أهم من هذا السلوك الشاذ نرى في ما حصل انزلاقا خطيرا حين صادر الثالوث حق النخب المحلية في تشكيل الأغلبية التي تخدم الشأن المحلي، بناءً على الكفاءات المحلية، وليس الأوامر المركزية المصحوبة بالتهديد والآمرة بالإقصاء".