دخلت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على خط أزمة التبرع بالدم التي تعرفها الحواضر الكبرى للمملكة خلال هذه الأيام، وذلك بتنظيمها حملة تحسيسية على الصعيد الوطني من أجل توفير مخزون استراتيجي من هذه المادة الحيوية. ومع تحسن الوضعية الوبائية، أطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية حملة وطنية تستهدف المؤسسات والشركات، إلى جانب الأفراد، قصد التحسيس بأهمية التبرع بالدم، وتحقيق مخزون احتياطي يغطي على الأقل سبعة أيام. وتسعى هذه الحملة الوطنية التي تتماشى مع توجيهات الملك المتعلقة بأعمال التكافل والتضامن بشكل عام، بحسب بيان لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إلى توفير 5000 كيس من الدم على صعيد كل أنحاء المملكة في الفترة المقبلة. وطُرح مشكل التبرع بالدم بقوة بمدن طنجةوالدارالبيضاءوالرباط خلال الأسابيع الفائتة، نتيجة الاستهلاك المكثف لهذه المادة، في ظل توجه المقاولات والشركات نحو "العمل عن بعد"، وهو ما ألغى جلّ حملات التبرع بالدم التي كانت مبرمجة. وتصل حاجيات مدينة الرباط من هذه المادة الحيوية إلى قرابة 300 كيس في اليوم، بينما يتراوح معدل حاجيات مدن مراكش وفاس وطنجة بين 150 و200 كيس خلال اليوم الواحد، في حين تحتاج العاصمة الاقتصادية لوحدها إلى 400 كيس كل أربع وعشرين ساعة. وبهذا الخصوص، قالت أمال دريد، مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم بجهة الدارالبيضاء-سطات، إن "الوضعية الوبائية السابقة عمّقت أزمة التبرع بالدم بالمدن الكبرى، خاصة مدينة الدارالبيضاء التي تحتضن أكبر المستشفيات والمصحات الخاصة بالمغرب". وأضافت دريد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "تفشي متحور أوميكرون ألغى جميع حملات التبرع بالدم بسبب البؤر الوبائية والعمل عن بعد، لكن يتم تنسيقها من جديد بعد انحسار المرض، حيث جرى التواصل مع المؤسسات والشركات وجماهير الأندية الرياضية لتنظيم حملات أخرى". وأبرزت المسؤولة الصحية ذاتها أن "عدد المتبرعين لم يكن يتجاوز مائة شخص في اليوم بجهة الدارالبيضاء-سطات، علما أن الجهة تحتاج إلى أزيد من 420 كيسا يوميا، ما جعل المركز يلبي حاجيات أقسام المستعجلات فقط"، لافتة إلى أن "مردودية الوحدات المتنقلة انخفضت بنسبة أربعين بالمائة، الأمر الذي استدعى تدخل وزارة الصحة لتنظيم حملات تحسيسية عبر وسائل الإعلام".