أكد أعضاء الحزب الاشتراكي الموحد المنسحبون من أشغال المجلس الوطني للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أنهم غير معنيين بالتمثيلية داخل مكتبها التنفيذي، وذلك راجع لِما أسموْها بعض التجاوزات التي مارسها المتنفذون في هذه المركزية النقابية خلال مراحل المؤتمر الخامس الذي عرف انتخاب نوبير الأموي من جديد. وأشار أعضاء الحزب المجتمعون وسط هذا الأسبوع بالدار البيضاء، في بيان توصلت به هسبريس، أنهم تعاملوا بإيجابية وصبر لإنجاح المؤتمر الوطني الخامس، إلا أن هذه التجاوزات لم تترك مجالا للاستمرار في المجلس الوطني أو للاهتمام بلجنته التنفيذية. وعدّد المنسحبون من المجلس الوطني الذي يعتبر بمثابة "برلمان" (ك.د.ش)، أسباب قرارهم إلى الاستفراد بالتحضير والترتيب للمؤتمر، حيث تم استبعاد الأجهزة التنظيمية الموكولة إليها هذه المهمة أي اللجنتين الإدارية والتحضيرية، وقام المكتب التنفيذي، وفق البيان، باتخاذ قرارات فوقية كانتخاب أعطاء المجلس الوطني في الاتحادات المحلية والمكاتب القطاعية وتعيين الباقي من طرف الكاتب العام. وأضاف البيان أن المؤتمر تميّز بتهميش وإقصاء المكونات السياسية في مختلف عملياته التدبيرية، وبالرفض القاطع لأي حوار أو تفاوض مع المكونات السياسية، زيادة على عدم توفير الشروط المادية الملائمة خاصة المبيت للمؤتمرات والمؤتمرين، ثم بتر فقرات من التقرير العام، وعدم تضمين البيان العام لمختلف المواقف المعبر عنها. واستطرد البيان أن تجديد الولاية للمرة الخامسة لنوبير الأموي يكرس ثقافة المحافظة وتأبيد الكتابة العامة، ويضرب في العمق مسألة القيم الديمقراطية وتجديد النخب، مشدداً على أن المؤتمر عرف ارتجالاً وسرعة وتسيُّداً لمنطق التعيينات، الأمر الذي يجسد البيروقراطية على حد ما أشار إليه. وقد تعامل أعضاء "PSU" كما جاء في البيان، بكل نضج في المؤتمر اعتباراً لطبيعة المرحلة التي تقتضي توحيد الجهود لمواجهة ما اعتبروها انتكاسات وتراجعات خطيرة تعيشها البلاد على جميع المستويات. إلا أن استمرار مثل هذه الممارسات، تسيء إلى التنظيم الكونفدرالي على حد تعبيرهم، وتؤدي إلى إضعاف ال"كدش"، في وقت تتمركز قوتها في التشبث بالمبادئ، وترسيخ قيم الديمقراطية والحداثة، ونبذ كل مظاهر الإقصاء والتهميش.