يشهد الموسم الفلاحي الحالي بجهة طنجةتطوانالحسيمة تحولا لافتا في المؤشرات الإنتاجية بعد عودة الأمطار بكميات مهمة خلال شهري فبراير ومارس، ما سمح بإنقاذ المزروعات الخريفية والشتوية وإطلاق برنامج موسّع للزراعات الربيعية. وتوقعت المديرية الجهوية للفلاحة أن يتجاوز إنتاج الحبوب 8 ملايين قنطار، في حين يرتقب أن يبلغ إنتاج الشمندر السكري أكثر من 350 ألف طن، والخضروات نحو 665 ألف طن. وقد استفادت مناطق الجهة من تساقطات مطرية بلغ معدلها 601.9 ملم، أي بزيادة فاقت 47 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وتفاوتت كميات الأمطار داخل الجهة، حيث سجل إقليموزان 821 ملم، وشفشاون 800 ملم، ومدينة طنجة 722 ملم، مقابل 174.6 ملم فقط بالحسيمة. حسب المعطيات الرسمية، بلغت المساحة المزروعة بالحبوب 340 ألف هكتار، منها 117 ألف هكتار من القمح الصلب، و127 ألفا و500 هكتار من القمح اللين، و95 ألفا و500 هكتار من الشعير. كما تمت زراعة 6733 هكتارا بالزراعات السكرية، تشمل 6000 هكتار من الشمندر و733 هكتارا من قصب السكر. الزراعات الربيعية تنعش السوق الوطنية في ظل توفر الظروف الملائمة، تم تنفيذ برنامج طموح للزراعات الربيعية على مساحة تقارب 60 ألف هكتار، بزيادة 40 بالمئة مقارنة مع الموسم الماضي. وشملت هذه الزراعات أكثر من 18 ألف هكتار من الخضروات، و22 ألفا و760 هكتارا من القطاني، و11 ألفا و225 هكتارا من المزروعات الكلئية، و6090 هكتارا من الزراعات الزيتية. المديرية الجهوية تتوقع أن يبلغ إنتاج الخضروات الربيعية 460 ألف طن، وهو ما من شأنه ضمان تموين مستمر للأسواق خلال أشهر الصيف المقبلة، وتخفيف الضغط على سلاسل التوزيع في عدد من المناطق. السدود تنتعش والمراعي تستعيد حيويتها أفادت المديرية أن التساقطات الأخيرة ساهمت في تحسين حقينة السدود، حيث وصلت نسبة الملء إلى 96.5 بالمئة في سد واد المخازن، و98.9 بالمئة في سد شفشاون، و97.5 بالمئة في سد الشريف الإدريسي، فيما لم تتجاوز النسبة 21.6 بالمئة في سد دار الخروفة. كما انعكست الظروف المناخية على الغطاء النباتي بالمناطق الرعوية، ما ساعد على تحسين الموفورات الكلئية وتوفير شروط جيدة لتغذية الماشية، خصوصا في الأقاليم الجبلية مثل شفشاونووزان. ورغم الطابع الإيجابي للموسم الحالي، يحذّر فاعلون من أن الوفرة المسجلة قد لا تستمر ما لم يتم الاستثمار في أدوات المواكبة والتسويق والتأمين الفلاحي، مؤكدين أن مواجهة التقلبات المناخية تقتضي إصلاحات أعمق لضمان استدامة هذا الانتعاش.