الشارع المغربي عبارة عن مشاهد في مسرحية دخولها بالمجان و خروجها اكتئاب . فالمواطن المغربي يمثل دور شخصيات يؤمن بها لدرجة الثمالة مقلدا دور الثري و ما هو بثري، دور المثقف و ما هو بمثقف، دور المناضل، دور الثوري، دور الفاعل الجمعوي، دور الأب الأوروبي و لا علاقة له بأوروبا سوى تمييزه الخطير عن بعد بين الماروخا الإسبانية الأصلية باللوز و ماروخة المغرب التي تحوي شوكولاته و ما هي بي شوكولاته، دور الرزين و ما هو برزين، دور المثالية و هو أقرب إلى المثلية منها إلى المثالية، يردد الكاستين بين المياضي و الصطوان و بين المقعد و واسطادار، قبل أن يلبس قناع المسرحية و هو يصرخ في وجه أسرته ( انا خارج) . يحبس أنفاسه في رأس الدرب و يبدأ لعب دور في حياة استحزاقية مليئة بالمظاهر و النفاق . يلقي التحية على جاره العجوز في نفاق مقصود، مشيته تشبه رقصة كازانوفا في ليالي فينيسيا الصاخبة، يأخذ مقعدا في مقهى الحي، يلقي تحية على مجلس يكرهه في صمت، يجامل الأساتذة و الدكاترة و الغزلان و ووجوه الخير و صفات مكتسبة مصطنعة أخرى ، يصطنع البسمة و الرفاهية و صديقه الموظف في البنك يتغوط عليه بالضحك من الداخل . يطلب قهوة سوداء من نادل نحيف، هدا الاخير تمنى موته مئات المرات لا لشى فقط للطريقة القدرة التي يناديه بها لأخد شكواه بين قهوة محروقة و كأس ماء غير بارد أو لتغيير قناة الجزيرة ثقافية إلى الجزيرة الرياضية. ينادي المؤدن إلى صلاة الظهر، يهرول المصلون مسرعيين إلى أقرب مسجد، يجلس هو وحيدا يلعب دور المتفرج في مقابلة رولان كاروص محركا رأسه يمينا و يسارا متتبعا لخصر قاصرة في الإعدادية المجاورة أو خصر غير قاصر لزوجة صديق قديم كان يشاركه الجعة في حانة المدينة قبل أن توصد أبوابها احتراما لللاربعينية قبل شهر رمضان المبارك. يعود الطيب العلج إلى بيته بعد أن تكلم في مواضيع مختلفة كثمن المتر المربع في طنجة و حادثة سير لشباب سكران و زوجة صديق أو أمه. يدخل على زوجته التي لم تر علامة الأربعين مند زمن طويل. هاته الأخيرة ترمي بهاتفها الدكي في عجالة مقصودة بعد أن ضغطت على زر خروج من الواتساب و الفيسبوك و أوقفت الأربعة جيم. لا أدري لماذا . ان بعض الظن إثم، أليس كذلك؟