تعتبر أوديل بيامبوث، ممرضة في منطقة "دونيير" الفرنسية، الركيزة الأساسية ل"ابتسامة هدى"، جمعية تتكون من مائة وعشرين عضوا، ساعدت، لحد الآن، اثنين وسبعين طفلا في المغربK على إجراء عملية جراحية. بدأت المغامرة بكل بساطة، خلال قضاء عطلة في المغرب، حيث التقت أوديل بيامبوث بطفلة، تسمى هدى، كانت تعاني حالة مرضية يمكن علاجها بسهولة في فرنسا. وتصرح رئيسة "ابتسامة هدى"، الجمعية التي أسست في عام 2001، أن هذه المبادرة تدخل في إطار العاطفة، موضحة أن الأمر يتعلق ب"تبادلات عادلة... نخرج بتجربة غنية من مثل هذه التجارب. لقد أثرت في كثيرا الثقة، التي تضعها عائلات الأطفال، الذين يرافقوننا لتلقي العلاج، في الجمعية". وتتابع أوديل بيامبوث أنه في بداية إنشاء الجمعية، "كنا نأخذ الأطفال معنا إلى فرنسا لإجراء العملية الجراحية لهم. أما الآن فأصبحنا نعمل في المغرب، وننسق مع مستشفى مدينة الرشيدية، على وجه الخصوص، ونحصل على دعم منظمة إنسانية من منطقة "كليرمون فيران" الفرنسية". وتوضح رئيسة "ابتسامة هدى" أن الكفاءات موجودة في المغرب، لكن الحقيقة القاسية تبين أن 20 في المائة فقط من السكان يحصلون على الرعاية الصحية. يذكر أنه إلى حدود اليوم، تمكن اثنان وستون شخصا في المغرب من إجراء عملية جراحية بفضل جمعية "ابتسامة هدى". وتتابع أوديل بيامبوث أن الجمعية لا تستجيب بسرعة للطلبات التي تتوصل بها، بل تفضل، أولا، التحدث إلى الأسر ولمرات عديدة، موضحة أن المبادرة شملت خلال هذه السنوات عمليات جراحية في القلب، وأخرى تقويمية لتشوهات في الوجه، وأخرى لجراحة العظام والجهاز العصبي، وكذلك طب النساء والطب الباطني". ورغم كل هذا، هناك العشرات من الحالات تظل تؤرق أوديل بيامبوث، التي تقول "إننا لن ننسى أبدا سناء، رضيعة كانت تعاني في شهرها الرابع مشكلا في الدماغ. وكانت أمها اليائسة أخذتها إلى مستشفيات مختلفة، لكنها فشلت في جمع الدعم المادي لإخضاعها لعملية جراحية... نحن في الجمعية أدركنا بسرعة أننا كنا الفرصة الأخيرة للرضيعة سناء". وتضيف أوديل بيامبوث أن طبيب الأعصاب، الدكتور إيرتوم، قبل إجراء العملية الجراحية للرضيعة، غير أن المشكل، الذي اعترضه كان هو الحصول على بعض المعدات الطبية، التي وفرتها الجمعية بعد عناء كبير. وأجريت أخيرا العملية الجراحية للرضيعة، وبعد مرور شهر فقط، كانت سناء تتمتع بصحة جيدة. وتتذكر رئيسة جمعية "ابتسامة هدى" أيضا حالة أخرى لطفلة من تسع سنوات تسمى فاطمة. كانت حالتها الصحية تتدهور يوما بعد آخر، لأنها كانت تعاني سوء التغذية. وأوضحت التحاليل الطبية، التي أجريت للطفلة، أنها كانت تعاني التهابات في الجهاز العصبي تسببت في عدم قدرتها على الحركة. أمام هذه الحالة المعقدة، أسست جمعية "ابتسامة هدى" شبكة لجمع الدعم المادي قصد إجراء العملية الجراحية للطفلة في قريتها بمساعدة طبيب مستشفى القرية. وتشرف الجمعية أيضا على المتابعة الصحية لفاطمة على المدى الطويل. صحيفة "لوبروغري" الفرنسية