نوه عبد الله بوانو رئيس المجموعة النيابية لحزب "العدالة والتنمية" بقرار الحكومة تضريب الشركات الفاعلة في بعض القطاعات التي شهدت أرباحها ارتفاعا كبيرا طيلة فترة جائحة كوفيد 19 وخاصة شركات المحرقات، وشركات التأمين وكذا الأبناك. وقال بوانو في تدوينة على فايسبوك، إن الحكومة تجاوبت مع بعض الإجراءات والمبادرات، التي اقترحها حزب "العدالة والتنمية"، سواء ووهو اليوم في المعارضة، أو الإجراءات التي سبق له أن تقدم بها خلال الفترات السابقة. وأشار أنه ليس من المعقول أن تحقق هذه الشركات أرباحا خيالية، في وقت يعاني فيه المواطنون، أو تعاني فيه المالية العمومية، خاصة أن هناك مقتضى دستوري نراه ملزما في تأطير مثل هذه الوضعية، وأقصد هنا الفصل 39 و40 من الدستور. وأضاف "شرحت بالأرقام هذا الاجراء، وأهميته في مداخلتي في اجتماع لجنة المالية ليوم 27 يوليوز، إلى جانب مواقف أخرى، وتساؤلات اضطررت لطرحا بسبب الارتباك الذي يطبع أداء الحكومة، ونهجها مقاربة لا تراعي معاناة المواطنين، ويبدو أن موضوع الكفاءة داخل الحكومة مجرد إشاعة أو فقاعة، وجعجعة بلا طحين". وسجل بوانو التناقض والتضارب في الأرقام والمعطيات التي تقدمها الحكومة، وبنك المغرب والمندوبية السامية للتخطيط، في موضوع النمو والعجز والتضخم والمديونية. وأوضح أن هذه المؤسسات مطلوب منها أن تنسق فيما بينها، لكي تحظى الأرقام بالمصداقية، متسائلا أين النموذج التنموي مما تقوم به هذه الحكومة؟، ومتى سيتم تنزيل وعود الزيادات التي تضمنتها برامج أحزاب الأغلبية وبرنامج حكومتهم؟، وكيف سيتم تنزيل القانون الإطار الخاص بالإصلاح الجبائي؟، وكيف سيتم إيجاد حل لمشكل تمويل برامج الحماية الاجتماعية، خاصة فيما يتعلق بمساهمة الفئات الفقيرة والمعوزة؟. وأكد بوانو أن الحكومة عاجزة عن المبادرة و الابداع، بسبب الارتباك والترهل الذي سيرافقها، لأن أغلبيتها مفككة ولا وجود لانسجام بين مكوناتها، والدليل على هذا هو الاجتماع موضوع هذه التدوينة، أي اجتماع لجنة المالية بمجلس النواب، وكل من حضره وتابعه، سيكون قد سجل أن نواب الأصالة والمعارضة، المكون الثاني في الحكومة، قالوا في الحكومة التي يشارك فيها حزبهم، ما لم يقله مالك في الخمر. وأبرز أن مداخلات وخطاب نواب حزب "الأصلة والمعاصرة" كان أكثر تجذرا من خطاب المعارضة، والغريب أن بعضهم دعا إلى تعديل البرنامج الحكومي، ومنهم من دعا رئيس الحكومة والناطق الرسمي باسمها إلى التواصل مع المواطنين بكل وضوح وصراحة، مما يؤكد أن الحكومة وأغلبيتها تعيش أزمات مركبة، تجعل منها مجرد جزر متناثرة، شبيهه بلعبة puzzle التي ضاعت قطع كثيرة منها. وختم بوانو تدوينته بالقول "غريب فعلا أمر هذه الحكومة، لا أحد يريد أن يتبناها ويدافع عنها إلا بعض "المؤلفة جيوبهم"، أو بعض الهامشيين الذين يسعون للارتقاء بالولاءات المغشوشة، أما السياسيين الحقيقيين فقد وضعوا مسافة معها، سواء المنتمين لأحزاب المعارضة، أو حتى المنتمين للأحزاب المشكلة لها، وهذا يعني أن المشكل في شخص واحد ربما، وفي مقاربة زواج المال والسلطة بدون شك".