بعد وصولهم للمغرب.. آلاف المهاجرين يتخلون عن حلم الهجرة بسبب خطر الموت على الحدود وغياب أبسط الحقوق

قرر حوالي 5 آلاف مهاجر من دول إفريقيا جنوب الصحراء، خلال سنتي 2021 و2022 التخلي عن حلم العبور نحو الضفة الأوروبية بعدما وصلوا إلى المغرب، والعودة طواعية إلى بلدانهم، وذلك بسبب المخاطر المتعاظمة على الحدود.
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" عن المنظمة الدولية للهجرة التي ترعى العودة الطوعية للمهاجرين، أن 4747 مهاجرا عادوا إلى بلدانهم الأصلية بعد الوصول للمغرب، وقد تضاعف عدد السودانيين الذين اختاروا الرجوع من حيث أتوا بعد مأساة مليلية في يونيو الماضي.
وحسب المعطيات التي وفرتها المنظمة الدولية، فإن مأساة مليلية التي خلفت ما لا يقل عن 23 وفاة وعشرات المسجونين، خاصة من السودانيين، كانت نقطة تحول لدى مواطني هذا البلد من أجل العودة من المغرب إلى السودان، حيث تقدم العشرات منهم بطلبات العودة.
وكشف ذات المصدر أن حلم الوصول إلى أوروبا يتوقف لدى مئات المهاجرين سنويا عند محطة المغرب بسبب قلة الفرص وصعوبة الاندماج، وصعوبة التمتع حتى بأبسط الحقوق الأساسية، ناهيك عن المخاطر التي تهددهم على الحدود بين المغرب وإسبانيا.
وبات من شبه المستحيل على هؤلاء المهاجرين عبور الحدود، خاصة بعد تشديد المراقبة، والانتهاكات التي قد يتعرضون إليها عند محاولتهم العبور، فضلا عن المخاطر المرتبطة بغرق القوارب وغيرها من الأسباب التي قد تودي بحياتهم.
وبين 2021 ومنتصف دجنبر الجاري، ساعدت المنظمة الدولية للهجرة 56 سودانيًا على العودة الطوعية إلى السودان، 48 منهم فعلوا ذلك هذا العام، ومع ذلك، فإن غالبية المهاجرين الذين يتقدمون بطلبات للعودة إلى بلادهم هم من "كوت ديفوار" وغينيا والسنغال ومالي والكاميرون.
وصرح المسؤول عن برنامج العودة الطوعية للمهاجرين للوكالة "لقد اكتشفنا زيادة في أعداد السودانيين الذين يطلبون العودة الطوعية اعتبارًا من عام 2021، مع ذروتين صغيرتين، واحدة بين شتنبر وأكتوبر 2021، والأخرى بين يونيو وشتنبر 2022″، ولا يزال 150 منهم في انتظار العودة.
وأوضح ذات المسؤول أن من بين الأسباب الرئيسية لانضمام هؤلاء الأشخاص إلى برنامج العودة الطوعية؛ قلة الفرص في المغرب، لا سيما على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، وصعوبات الاندماج في المجتمع، ناهيك عن الصعوبات التي يواجهونها في الحصول على تصريح إقامة وعدم حصولهم على الطعام والسكن.
وأضاف "إنهم يريدون العودة إلى بلادهم لأن رحلة الهجرة في المغرب، وقرار الذهاب إلى أوروبا، محجوب وصعب، وقرروا بدء حياة جديدة في بلدهم الأصلي".
وتدير منظمة الهجرة الدولية عمليات العودة الطوعية بالتنسيق مع المغرب ودول المنشأ، حيث تستغرق العملية حوالي أربعة أسابيع، بعد تقديم الطلبات لدى مكاتب المنظمة بالرباط أو الدار البيضاء أو وجدة، حيث يتم تسهيل إجراءات العودة، ومساعدة العائدين على بدء مشاريع ببلدانهم الأصلية، حسب ذات المصدر.