"لكم" عزا حسن بناجح، القيادي في جماعة "العدل والإحسان"، رفض "النظام" مشاركتهم في اللعبة السياسية بشروط الجماعة، لوعيه بطبيعة المعارضة التي تريد الجماعة ممارستها داخل اللعبة السياسية الرسمية، :"لأننا سنعارض من يحكم فعلا وليس من يلعب دور البارشوك"، حسب تعبير بناجح. وأكد القيادي في الجماعة، أن تنظيمهم موجود في الحياة السياسية ومشارك فيها بقوة، وأن "تأثيرها قوي جدا داخل المجتمع المغربي بمختلف مجالاته"، مشيرا إلى أن مشاركة الجماعة السياسية "لا تقاس بالوجود ضمن اللعبة السياسية التي يرسم المخزن كل قواعدها ويتحكم في خيوطها، ولكن يجب قياسها بمدى التأثير في القرار السياسي والعمل المؤدى داخل المجتمع"، حسب تعبير بناجح. وأوضح القيادي، أن دور الجماعة "خارج لعبة المخزن"، قوي جدا مقارنة ما تقوم به الكثير من الأحزاب السياسية المنضوية تحت لواء "المخزن"، مشيرا إلى أن العمل بآليات المجتمع هم من له "التأثير الكبير والأصلح"، والدليل –حسب بناجح- هو"الحراك المغربي المتوازي مع الحراك العربي الذي أثبت أن منطق الجماعة له تأثير كبير، وأن العمل من داخل اللعبة السياسية المتحكم فيها. وأضاف بناجح أن من الأدلة القوية على عدم جدوى ولا تأثير العمل من داخل "لعبة المخزن" هو أن عددا من العاملين من وسطها "طبلوا لخطوات المخزن واعتبروها إنجازا عظيما رغم أنها لم تأت نتيجة تأثيرهم بل جاءت نتيجة ضغط المجتمع، كما أننا نجد بعض أولائك يهددون بعودة الحراك المجتمعي بين الفينة والأخرى وكلما ضاق عليهم الخناق". وعن الشروط الواجب توفرها لكي تنضم العدل والإحسان للمشهد السياسي بشكل رسمي، شدد بناجح على أن عدم انضمام الجماعة للعبة السياسية الرسمية، هو طبيعي كون تلك الأخير ة "مزيفة وغير حقيقية وعبثية"، معتبرا في الوقت ذاته أن المؤسسات التي تنتج عن المشهد السياسي هي "مؤسسات مغشوشة"، فالحكومة حسب رأيه دائما "ليست هي من تحكم والبرلمان لا يشرع والقضاء غير مستقل، كما أن تدبير الثروة لا يتم عبر الهيئات المنتخبة، إذن فهي لعبة شكلية وصورية".