طالبت 151 شبكة ومنظمة حقوقية ومدنية، من بينها عشرات الهيئات المغربية، بالإفراج عن نشطاء سفينة الحرية "مادلين"، ودعت إلى إرسال المزيد منها، ودعم المسيرات الراجلة إلى رفح لكسر الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة. وفي نداء عاجل، نبهت 151 شبكة ومنظمة، إلى أن قوات الاحتلال تواصل جرائم الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة من قتل الأطفال والنساء، واستهداف العائلات، وتدمير البنية التحتية ومراكز الإيواء، وفرض الحصار الشامل والتجويع بقصد إهلاك سكان القطاع جزئياً أو كلياً، حيث بلغت حصيلة الشهداء أكثر من 53 ألفا، إضافة إلى نحو 100 ألف جريح، وتدمير ما يفوق 80% من المباني السكنية، وتهجير مئات الآلاف قسريا داخل القطاع.
وقالت الهيئات إن قوات الاحتلال، وفي تحدّ لمشاعر التضامن العالمي مع سكان قطاع غزة، أقدمت فجر الاثنين الماضي، على قرصنة سفينة "مادلين" التي حملت مساعدات غذائية للمحاصرين في القطاع، وأدانت الهيئات اختطاف المتضامنين الذين كانوا على متنها. واستنكر النداء استمرار العجز الدولي عن وقف هذه الجرائم، والذي تجسد مؤخرا بفشل مجلس الأمن في تبني قرار لوقف العدوان بسبب الفيتو الأمريكي للمرة الثامنة والخمسين منذ عام 1947 ضد حقوق الشعب الفلسطيني، ما يعكس تواطؤا مفزعاً مع منظومة الاحتلال الوحشي في الأراضي الفلسطينية. وذكّرت المنظمات الموقعة بمسؤولية المجتمع الدولي، بما في ذلك الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية، في اتخاذ إجراءات فورية وفعالة لضمان تطبيق قواعد وأعراف القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وتفعيل ولايات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية. وأكد ذات المصدر أن استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، ومنع وصول الإمدادات الإنسانية، يشكل جريمة ضد الإنسانية بحسب القانون الدولي، لا سيما وفقا لأحكام اتفاقيات جنيف. ودعت المنظمات الموقعة إلى تحرك عاجل من قبل المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء، والمقرر الخاص المعني بالحق في الصحة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لممارسة كافة أشكال الضغط الدبلوماسي والقانوني لضمان رفع الحصار عن غزة، ومساءلة سلطات الاحتلال أمام الجهات الدولية المختصة. وإلى جانب المطالبة بالإفراج عن نشطاء "مادلين"، شجعت الشبكات على إرسال مزيد من سفن الحرية والمسيرات الراجلة إلى معبر رفح والحدود البحرية، لكسر الحصار المفروض على القطاع، وتصعيد حملات الضغط الشعبي والدبلوماسي في العواصم العالمية والمؤسسات الأممية من أجل وقف العدوان، وإنهاء الحصار، وتحقيق العدالة للضحايا. وخلص البيان للتنبيه إلى أن كل يوم يمر تحت الحصار القاتل، هو يوم جديد من المعاناة والموت غير المبرر، مشددا على أن الصمت الدولي لا يعد حيادًا، بل تواطؤا مع الجريمة. ومن بين الشبكات والمنظمات التي وقعت النداء، الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان الذي يضم 20 هيئة، واتحاد المنظمات التربوية بالمغرب، والفضاء الجمعوي بالمغرب الذي يضم أزيد من 60 جمعية، ومنظمة "حاتم"، ونادي الصحافة، ومؤسسة علي يعتة، ومركز بنسعيد آيت يدر، و "بي دي إس المغرب"، فضلا عن منظمات من دول عربية كالأردن وسورية والعراق وتونس.