زخات رعدية محليا قوية وتساقطات ثلجية وطقس بارد إلى غاية يوم السبت    تختبر أسئلة العدالة المجالية وأعطاب التنمية المؤجلة .. خنيفرة تحت وطأة البرد والثلج والعزلة    عبد السلام أبو إبراهيم ذاكرتنا الجماعية    الفراشة: كرونولوجْيا الرَّفْرفةِ والاحتراق    على هامش كأس إفريقيا.. معرض ثقافي إفريقي وأجواء احتفالية تجذب الجماهير في تغازوت    أمريكا تستهدف "داعش" في نيجيريا    أخبار الساحة    «خاوة خاوة» تطبع أول مباراة للجزائر بالمغرب منذ القطيعة الدبلوماسية    عدد من أفرادها طلبوا التقاط صور مع العناصر الأمنية .. الأمن المغربي «يخطف» أبصار وإعجاب جماهير الكان    السلطة القضائية تنضم إلى البوابة الوطنية للحق في الحصول على المعلومات    تبوريشة مغربية أصيلة    جمعية هيئات المحامين تطالب بسحب مشروع قانون المحاماة وتتهم الحكومة بالتنصل من التوافقات    الأمطار ترفع مخزون السدود بالمغرب إلى 5.8مليار م3 والثلوج ترسم خريطة بيضاء بحجم كرواتيا    إلى ساكنة الحوز في هذا الصقيع القاسي .. إلى ذلك الربع المنسي المكلوم من مغربنا    الحق في المعلومة حق في القدسية!    تفاصيل إحباط تهريب أطنان من المخدرات بميناء طنجة المتوسط    كان 2025 .. المغرب يرسخ دولة الاستقرار ويفكك السرديات الجزائرية المضللة    أسعار الفضة تتجاوز 75 دولاراً للمرة الأولى    روسيا تنمع استيراد جزء من الطماطم المغربية بعد رصد فيروسين نباتيين    الحكم على مغني الراب "بوز فلو" بالحبس ثلاثة أشهر موقوف التنفيذ وغرامة مالية    وفق دراسة جديدة.. اضطراب الساعة البيولوجية قد يسرّع تطور مرض الزهايمر    طقس ممطر وبارد في توقعات اليوم الجمعة بالمغرب    المنتخب يحمس مطاعم ومقاهي طنجة    لاعبو المغرب يؤكدون الجاهزية للفوز    مقاييس التساقطات الثلجية خلال ال 24 ساعة الماضية    الدوزي يكشف أسباب الانسحاب من "أغنية الكان" .. ويأمل تتويج أسود الأطلس    تقرير: النيابات العامة تمكنت من تصفية أزيد من 497 ألف شكاية سنة 2024، بما يفوق عدد الشكايات المسجلة خلال نفس السنة    زخات رعدية محليا قوية وتساقطات ثلجية ورياح قوية وطقس بارد من الخميس إلى الأحد بعدد من مناطق المملكة (نشرة إنذارية)        ارتفاع تداولات بورصة الدار البيضاء    ساعف: السياق السياسي بالمغرب يعرف انحدارا كبيرا    عقد اتحاد طنجة لجمعه العام العادي رغم طلب العصبة تأجيله يثير جدلًا    الفنان الروسي بيوتر إكولوف يحيي حفلا موسيقيا ببيت الصحافة بطنجة    مدرب مالي يناشد جماهير الرجاء لدعم نسور مالي أمام المغرب    جمعية تكافل للاطفال مرضى الصرع والإعاقة تقدم البرنامج التحسيسي الخاص بمرض الصرع    "أسود الأطلس" في اختبار قوي أمام "نسور" مالي لحسم التأهل مبكرا إلى ثمن نهائي "الكان"    جائزة الملك فيصل بالتعاون مع الرابطة المحمدية للعلماء تنظمان محاضرة علمية بعنوان: "أعلام الفقه المالكي والذاكرة المكانية من خلال علم الأطالس"    حين تفتح سانت بطرسبورغ أبوابها ويخرج المغرب من الضوء    نبأ الجميلي تناقش أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة تركيّة    "الكاف" يعاقب الجيش الملكي بحرمان جماهيره من حضور مباراتين في دوري الأبطال    وزارة العدل وجمعية هيئات المحامين تتدارسان جدل القانون المنظم للمهنة    مطار محمد الخامس يكسر حاجز 11 مليون مسافر بفضل كأس إفريقيا    معهد الجيوفيزياء يوضح تفاصيل هزّتَي مكناس وأسباب عودة النشاط الزلزالي    وزارة العدل الأمريكية تحصل على مليون وثيقة يُحتمل ارتباطها بقضية إبستين    إحراق سيارة تحمل لافتة لمناسبة عيد حانوكا اليهودي في ملبورن الأسترالية    14 دولة تندد بإقرار إسرائيل إنشاء مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة    الجزائر تُقرّ قانوناً يجرّم الاستعمار الفرنسي ويطالب باعتذار وتعويضات.. وباريس تندد وتصف الخطوة ب«العدائية»    2025 عام دامٍ للصحافة: غزة تسجل أعلى حصيلة مع 43% من الصحفيين القتلى حول العالم    إطلاق خط سككي جديد فائق السرعة يربط مدينتين تاريخيتين في الصين    الصين تكتشف حقلا نفطيا جديدا في بحر بوهاي        كيف يمكنني تسلية طفلي في الإجازة بدون أعباء مالية إضافية؟    ملتقى العيون للصحافة يعالج دور الإعلام في الدفاع عن الصحراء المغربية    رهبة الكون تسحق غرور البشر    بلاغ بحمّى الكلام    فجيج في عيون وثائقها    دراسة: ضوء النهار الطبيعي يساعد في ضبط مستويات الغلوكوز في الدم لدى مرضى السكري    دراسة صينية: تناول الجبن والقشدة يقلل من خطر الإصابة بالخرف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس "اللجنة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" يتحدث عن الحصار وأصدائه الأوروبية


تفاعلت قضية الحصار الخانق المفروض على قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة، وقد بلغ الأمر أن تشهد أرجاء القارة الأوروبية موجة تضامنية واسعة النطاق، خرجت فيها جماهير حاشدة إلى الشوارع، وأطفأ الملايين الأضواء في بيوتهم ومساجدهم وكنائسهم واتحاداتهم تعايشاً مع القابعين تحت الحصار. كما تسارعت في سياق ذلك التحركات المنادية بكسر الحصار في بلدان أوروبا كافة، رغم الموقف الرسمي الأوروبي المتوِّرط بصيغة أو بأخرى في ذلك الحصار الخانق على المليون ونصف المليون إنسان في القطاع. وقد برز دور اللجنة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة في تركيز الجهود الرامية لكسر ذلك الحصار، وتنسيق التحركات وتنظيمها، وكذلك في عقد اللقاءات والاجتماعات المتواصلة مع المسؤولين والبرلمانيين والجهات الرسمية في الاتحاد الأوروبي لوضع الجميع في ضوء مسؤولياته والتزاماته. رئيس اللجنة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة ، أمين أبو راشد، لديه الكثير مما يقوله عن مسألة الحصار وطبيعة التفاعل معها ومع تداعياتها في الساحة الأوروبية، رسمياً وشعبياً، وقد التقاه مراسل المركز الفلسطيني للإعلام على هامش لقاءات وتحركات مكثفة تقوم بها اللجنة مع المستويات الرسمية والشعبية في عاصمة الوحدة الأوروبية بروكسيل، فكان هذا اللقاء .. معايشة الحصار في أرجاء أوروبا ـ بكلمات معدودة .. دعنا نسأل في البدء؛ ما هو توصيفكم لسياسة الحصار المفروضة على قطاع غزة؟ أبو راشد: نحن في اللجنة نعتبر الحصار المفروض على قطاع غزة عملية قتل منهجي بطيئة بحق سكان القطاع، وانتهاكاً متواصلاً لحقهم في الحياة، وتدميراً مُبرمَجاً لما تبقى لهم من مقومات في الوجود، ومن فرص في العيش السويّ والمستقبل الآمِن . ومن هنا فقد أدنّا وندين، وبأقصى العبارات، سياسة الحصار المفروضة على قطاع غزة، والتي تزداد تشدداً يوماً بعد آخر. ونحن في تحركنا نلفت الانتباه إلى الطابع غير الإنساني وغير الأخلاقي لهذه السياسة، والتي تمثل انتهاكاً لأحكام القانون الإنساني الدولي ومواثيق حقوق الإنسان. ـ وماذا عن رسالتكم في اللجنة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة ؟ أبو راشد: لم يعد خافياً أنّ الاستمرار في سياسة الحصار هذه، بل والتمادي فيها وتشديدها يوماً بعد آخر، يوقع المزيد من الضحايا بين المرضى والحالات الإنسانية، ويجرّ آثاراً كارثية، ولذا فليس من المقبول تجاهل هذه التجاوزات والانتهاكات وعدم التدخل لوقفها، وهذه هي رسالتنا الجوهرية في اللجنة الأوروبية لرفع الحصار. وقد ذكّرنا مراراً بأنّ العالم الحرّ لا يمكنه أن يقف مكتوف اليدين إزاء هذه التجاوزات الخطيرة التي يمثلها هذا الحصار الجائر الذي هو عدوان على الحق في شروط الحياة اللائقة بالبشر، والذي ينطوي أيضاً على انتهاكات صارخة للقانون الإنساني الدولي. وبشكل عام؛ فإننا نطالب باستمرار؛ بتدخُّل الجانب الأوروبي، بما له من نفوذ ودور في منطقة الشرق الأوسط، من أجل إنصاف الشعب الفلسطيني الذي طالت عذاباته، وردع الجانب الإسرائيلي عن الاستمرار في مجازره واعتداءاته وسياساته الظالمة وإجراءاته اللاإنسانية، كما نستنكر أي انحياز إلى الاحتلال أو تواطؤ مع سياساته. هناك مثلاً مطالبات مستمرة في الساحة الأوروبية بتقويض الجدار العنصري المُدان دولياً، الذي تقيمه سلطات الاحتلال على أراضي الفلسطينيين، والذي حوّل مناطق الضفة الغربية إلى جزر معزولة تحيل حياة المواطنين إلى عذابات يومية لا تطاق، بما يفرضه ذلك من الصعوبات المعيشية والاقتصادية الخانقة عليهم، خاصة مع استمرار إقامة مئات الحواجز العسكرية الإسرائيلية في أنحاء الضفة للتنكيل بالفلسطينيين وإعاقة تحركهم اليومي. المطالب المحددة وقضية المعابر ـ هل من مطالب محددة تقدمونها في تحركاتكم؟ أبو راشد: علاوة على ما سبق؛ فإنّ نطالب بإنهاء سياسة الحصار اللاإنسانية الظالمة، التي تمثل ممارسة بشعة من العقوبات الجماعية المتصاعدة، وتتناقض مع التزامات حقوق الإنسان الأساسية، وتتسبّب في الموت البطيء لكثير من المرضى والحالات الإنسانية الحرجة، وتضيِّق الخناق على ما تبقى للفلسطينيين في قطاع غزة من سبل محدودة في العيش. وفي سياق تعاملنا مع الملفات التي تتشكل منها سياسة الحصار؛ نطالب بفتح معابر قطاع غزة وإنهاء المأساة المتفاقمة التي سبّبتها الإغلاقات، بما في ذلك المعابر المخصصة لحركة الأشخاص والمرضى والحالات الإنسانية، والإمدادات الغذائية والإنسانية والسلع والوقود. ـ .. وماذا عن معبر رفح تحديداً؟ أبو راشد: نحن في أدائنا ونداءاتنا نشدِّد على ضرورة فتح معبر رفح، مع التذكير بأنه يمثل منفذ القطاع الوحيد إلى العالم الخارجي، ونعتبر إغلاقه وإغلاق غيره من المعابر ممارسة خطيرة من العقاب الجماعي لا يمكن الصمت عليها أو التهاون معها. طبعاً نحن نلفت انتباه كافة الأطراف ذات العلاقة إلى مسؤوليتها في هذا الجانب، وبالأخص ما يتعلّق بمسؤولية الحكومة المصرية عن فتح معبر رفح المصري – الفلسطيني، باعتباره الرئة الوحيدة التي يتنفّس عبرها سكان القطاع. فإغلاق معبر رفح البريّ، وهو منفذ قطاع غزة الوحيد إلى العالم الخارجي، هو بلاشك شاهد على واقع الحصار الخانق المفروض على سكان القطاع. وأعيد إلى الأذهان كيف علق على جانبي المعبر وطوال شهور مديدة آلاف الفلسطينيين من المضطرين إلى الخروج من قطاع غزة أو الدخول إليه، وبضمنهم قرابة مئات الحالات المرضية وآلاف الطلبة والطالبات. هذا غيض من فيض المعاناة الناجمة عن إغلاق شريان الحياة الهام ذاك. الثالث والعشرون من شباط .. يوم هام ـ هل تتواصلون مع اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار التي تعمل في قطاع غزة، وهي اللجنة التي تخاطب العالم من تحت الحصار ذاته؟ أبو راشد: اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار تقوم بجهود رائدة وموضع التقدير، وهي تنقل من الميدان الوقائع المتجددة، ولنداءاتها تأثير واسع. ونحن بالمناسبة سنتجاوب مع الحملة التضامنية الموحدة لنصرة المواطنين الفلسطينيين في غزة، وسيكون يوم 23 شباط (فبراير) يوماً مخصصاً للتضامن وللنصرة من خلال المظاهرات والاعتصامات والمسيرات التي تدفع بقوة في اتجاه كسر الحصار الذي نفذ صبر أصحاب القلوب الحية عليه. وأودّ أن أسجل انطباعاً لمسته بنفسي من كافة المتجاوبين مع نداءات اللجنة الأوروبية الأوروبية لكسر الحصار، وهو أنّ جميعهم يعتبر نفسه لسان حال غزة وفلسطين في أوروبا، وهذا أمر له ما بعده على صعيد تطوير آليات التحرك والتأثير بإذن الله. ـ هل لك أن توضح لنا طبيعة التجاوب المنتظر في أوروبا في اليوم المذكور؟ أبو راشد: رتبنا برنامجاً في هذا الشأن بالتنسيق مع الحملة الشعبية لمواجهة الحصار، وبإيجاز من المقرّر أن تخرج مظاهرات واعتصامات جماهيرية في أرجاء القارة الأوروبية تضامناً مع قطاع غزة، أي نتوقع أن يكون يوم السبت الثالث والعشرين من شباط (فبراير) مشهوداً في سجل التضامن مع الشعب الفلسطيني المُحاصَر، وستتحوّل ميادين بأسرها وشوارع كبرى إلى امتداد للقطاع المحاصر من بيت حانون إلى رفح. التحركات الجماهيرية لن تقتصر بالطبع على هذا، وعلى التوازي منها نقوم بتكثيف وتيرة التواصل مع صانعي القرار والبرلمانيين والمجتمع المدني، وهناك حملة جارية لإطلاع أعضاء البرلمان الأوروبي على حقائق لا يمكن طمسها عن المأساة اليومية المركّبة التي ينتجها الحصار اللاأخلاقي المفروض على غزة. تورّط الجانب الرسمي الأوروبي في الحصار ـ لنتحدث عن الجانب الرسمي. ففي سياق تحركاتكم لكسر الحصار التقيتم مسؤولين وبرلمانيين بالاتحاد الأوروبي، وكانت لكم اتصالات مع جهات رسمية في الاتحاد. دعنا نسأل بصراحة: كيف تنظرون في اللجنة للأداء الرسمي الأوروبي في ملف الحصار هذا؟ أبو راشد: بشأن لقاءاتنا مع المسؤولين فإنّ رسالتنا واضحة، وهي أنّه لا يُقبَل من الموقف الأوروبي الضلوع في سياسة الحصار تلك أو التواطؤ معها، بشكل مباشر أو غير مباشر، ونعرب عن قناعتنا بأنّ الجانب الأوروبي بما له من نفوذ في المنطقة وبما يترتّب عليه من التزامات إنسانية وأخلاقية، وكذلك بموجب تعهداته المبدئية بحماية حقوق الإنسان؛ مُطالَب وبشكل ملحّ بالتدخل الفوري لإنهاء ذلك الحصار الجائر وممارسة كافة الضغوط اللازمة في هذا الاتجاه. طبعاً على صعيد التجاوب الرسمي الأوروبي مع مسألة رفع الحصار؛ هناك قصور فادح يصل إلى حدّ تمرير ما يجري من سياسة ظالمة، خاصة وأنّ أوروبا حاضرة في الميدان عبر المراقبين الأوروبيين في معبر رفح والذين لا يمكن إعفاؤهم من المسؤولية. ونحن نعتقد أنّ أوروبا قادرة على رفع الحصار، بل بعض دولها الأساسية بوسعها ذلك على انفراد لو أرادت. ونحن نثمن بالطبع كافة المواقف التي اتخذها برلمانيون وحتى عدد من الرسميين في أوروبا، وذلك يجب تطويره في الاتجاه الصحيح، وهذا ما نعمل عليه. لقد سجّلنا على التجاوب الرسمي في أوروبا الموحدة القصور الفادح، كما سجّلته أيضاً وكالات العون والإغاثة المختصة التابعة للأمم المتحدة وكذلك المنظمات غير الحكومية، فتحذيراتها المتكرِّرة الصادرة خلال الشهور الأخيرة من خطورة سياسة الحصار المشدّد المفروضة على قطاع غزة لم تقابلها استجابة تذكر من الأسرة الأوروبية، وهذا قد أساء إلى الحضور الأوروبي الرسمي في المنطقة إساءة بالغة في تقديرنا. وما يزيد أهمية هذا الاستنتاج أنّ الحصار لم يبدأ البارحة، فقطاع غزة منذ قرابة سنتين يعيش حصاراً شاملاً، هدّد ما تبقى للفلسطينيين فيه، من فرص الحياة الإنسانية اللائقة. وما حدث أنه منذ مطلع الصيف الماضي تم تشديد ذلك الحصار المفروض على القطاع ذي المساحة الصغيرة المكتظة بالسكان، فأصبح يضيِّق الخناق على السكان القاطنين هناك بشكل صارخ. فهل يُعقل أن يتم تمرير كل ذلك بصمت الصامتين وتواطؤ المتواطئين؟! هذا أمر ليس مقبولاً على الإطلاق. ولذا فإننا في اللجنة نواصل وضع المعنيين في مؤسسات أوروبا الموحدة، في ضوء مسؤولياتهم إزاء سياسة الحصار التي تتبنّاها حكومة الاحتلال الإسرائيلي. وقد حذّرنا في غضون ذلك من أنّ قطاع غزة الذي يعيش فيه مليون ونصف المليون نسمة تحوّل إلى سجن كبير، بكل ما يعنيه ذلك على أرض الواقع. وذكّرنا أولئك بأنه لم يعد أيّ من سكان القطاع يتمكن من مغادرة القطاع تحت أي ظرف من الظروف، حتى بالنسبة للحالات المرضية المستعصية والطلبة والطالبات الدارسين في الخارج ومزاولي الأعمال المختلفة فضلاً عن الصحافيين ومراسلي الإعلام ومسؤولي الوكالات والجمعيات الإنسانية. أطلقنا الصرخات التي قلنا فيها إنّ الحصار يشمل أيضاً منع تدفق العقاقير الطبية والمستلزمات العلاجية والتجهيزات الطبية، وكذلك المواد الغذائية والتموينية والمساعدات الإنسانية، فضلاً عن إمدادات الوقود والطاقة الخارجية التي يعتمد القطاع عليها اعتماداً كلياً، علاوة على المستلزمات الصناعية الأوّلية ومواد البناء والكثير من السلع والاحتياجات اللازمة لمعيشة السكان. وبإيجاز فإنّنا سعينا لإيقاظ أصحاب الضمائر، الذين عليهم أن يتصرّفوا قبالة هذه الحالة التي أنشأها الحصار المشدّد المفروض على قطاع غزة، فنحن إزاء وقائع مأساوية ذات أبعاد كارثية، وبخاصة على قطاعات الصحة والتغذية والتعليم والعون الإنساني، كما أدى الأمر إلى شلل تام في المرافق الصناعية والقطاعات الاقتصادية، وتسبّبت في أزمة متفاقمة في سوق العمل الذي كان يعاني في الأصل من معدلات بطالة قياسية هي الأعلى عالمياً. تفاعل الجمهور في أوروبا مع قضية الحصار ـ هذا على المستوى الرسمي، فماذا عن غيره؟ أو بمعنى آخر؛ هل تلمسون في اللجنة الأوروبية لرفع الحصار تجاوباً فعلياً من قبل الجمهور مع النداءات الداعية لكسر هذا الحصار؟ أبو راشد: دعني أؤكد هنا أنّ بلدان أوروبا شهدت في الأسابيع الأخيرة هبّة واسعة من أجل كسر الحصار. وقد رفعت اللجنة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة شعار كلنا غزة ، الذي حمله المعتصمون في كل أنحاء أوروبا، وقبالة مقرّ البرلمان الأوروبي، علاوة على الهتافات المدوّية في العواصم والمدن الأوروبية الكبرى دعوا غزة تعيش . الواقع أنّ التحركات التضامنية أصبحت عصيّة على الحصر، بل ما حدث يتقدّم على مفهوم التضامن، فهو تعبير إرادة جارفة تقول: كفى لتلك الجريمة اليومية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وداعموه بحق الشعب الفلسطيني. ولذا فبمجرد فتح حدود رفح طارت وفود إلى مصر فوراً لتكون من أوائل الواصلين إلى غزة. من هؤلاء أصدقاؤنا النواب بالبرلمان الأوروبي وممثلون عن جمعيات إنسانية وحقوقية، ومندوبو لجان التضامن مع فلسطين، وشخصيات من مسلمي أوروبا، بالإضافة إلى مندوبي مؤسسات خيرية عدة. بل هناك أشخاص كثر وصلوا إلى غزة بمبادرة فردية، وبينهم آباء وأمهات وأفراد هالهم ما سمعوه عن السجن الأكبر في العالم، وجاؤوا ليؤكدوا أنهم مع غزة قلباً وقالباً، وأنّ هذا الحصار الظالم ينبغي كسره بإرادة الأحرار. كما لا يمكن حصر التفاعل الواسع الذي أبداه مسلمو أوروبا ومنظمات المجتمع المدني مع نداءات رفع الحصار. وأذكر فقط من ذلك؛ البيان الشهير الذي أصدرته في 23 كانون (يناير) مائة وثلاث مظلات مؤسسية كبرى في أوروبا، يشمل بعض تلك المظلات في عضويته مئات المؤسسات والاتحادات والجمعيات الأعضاء، والذي حمل عنوان حصار قطاع غزة سياسة غير أخلاقية وتهديد شامل لحياة سكانه . ثمّ بعدها بيوم واحد اختار مسلمو أوروبا وعدد كبير من المتضامنين في عموم القارة أن يطفئوا الأضواء ليلاً تضامناً مع غزة التي قرّر الاحتلال الإسرائيلي إغراقها في الظلام، وقد سجّلت هذه الفعالية الرمزية التي أطلقتها اللجنة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة نجاحاً كبيراً في أوروبا وسجلنا تجاوباً معها في بلدان خارج أوروبا كذلك. فللمرء أن يتخيّل أنّ التجاوب مع هذه الفعالية تم من جنوب إيطاليا واليونان إلى شمال السويد وحتى النرويج واسكتلندا، ومن روسيا وبولندا وحتى أسبانيا وإيرلندا. العيش في الظلام الاختياري هي فعالية رمزية، لكنها على بساطتها الظاهرية تعكس أنّ هناك الملايين من الناس في أوروبا يعايشون هم الإنسان الفلسطيني الذي يريد الاحتلال أن ينال منه ومن عزيمته. عدوان متصاعد .. والحصار عنوانه ـ ولكنّ الأمر لا يتوقف على الحصار وحده، فما يعاني منه الشعب الفلسطيني في المرحلة الحالية هو هجمة أوسع والحصار جزء منها، أليس كذلك؟ أبو راشد: بالطبع هذا صحيح. وإذا كنّا لجنة متخصصة في قضية الحصار، فإننا نعي تماماً في الوقت ذاته خطورة الهجمة الضارية على قطاع غزة والضفة الغربية. ولذا؛ فقد نبّهنا مراراً إلى أهمية إلزام حكومة الاحتلال بوقف مجازرها الدامية وعدوانها المتصاعد على قطاع غزة والكفّ عن توغلاتها وانتهاكاتها المستمرة في الضفة الغربية، وتحميل تلك الحكومة المسؤولية المباشرة عن جرائم القتل والاعتداءات وتبديد الأمن اليومي للمواطنين الفلسطينيين. كما طالبنا ونطالب بإخضاع المسؤولين الإسرائيليين المتورِّطين في تلك الانتهاكات والجرائم الدامية للمساءلة والعقاب، وإنفاذ العدالة بحق قادة جيشهم من مرتكبي المجازر وأعمال القتل التي ما فتئت تستهدف المواطنين الفلسطينيين بلا هوادة، معتبرين أنّ الحصار هو عنوان مرحلة من العدوان الشامل تتواصل حالياً. ـ هل من كلمة أخيرة؟ أبو راشد: كلمتنا التي نواصل إطلاقها هي أن يرفع كافة المدافعين عن الحرية والعدالة وحقوق الإنسان؛ أصواتهم عالياً لرفض الحصار الجائر الذي يطال المواطنين الفلسطينيين، ونشير بصفة خاصة إلى دور ممثلي الأديان والمؤسسات الدينية، والمثقفين والإعلاميين، وقوى المجتمع المدني، ونعتبر ذلك التزاماً إنسانياً وأخلاقياً مفروضاً على أصحاب الضمائر الحيّة في أوروبا والعالم أجمع. كما نعلن للشعب الفلسطيني المصابر أنّنا في أوروبا سنبقي قضية الحصار موضع نظرنا ومتابعتنا الكاملة، فهذا هو التزامنا في اللجنة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة ، وهو الواجب الملقى على عاتق ذوي الضمائر والمبادئ وأنصار العدل والحرية وكرامة الإنسان، أينما كانوا.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.