ظل العالم الحر، بمسلميه، ومسيحييه، ويهودييه، وكافة أجناسه، وإثنياته، يساند قضية الجريحة غزة العزة، من منطلق الإنسانية المشتركة، بعيدا عن المصالح، والحسابات الضيقة، خلا نظام الملالي بإيران الذي كان يرتب نصرتها على مصالح قومية خاصة، وأيديولوجية محددة. فلم يكن أبدا يسعى لهذه النصرة من منطلق الدين، ولا الإنسانية، ولا المصير المشترك مع السنة باعتبارها القضية المركزية الأولى للأمة الإسلامية. فدولة الملالي لم تكن يوما على مشترك مع العالم الإسلامي السني، حتى حينما التقت المصالح على نصرة القضية. وقد ظلت تتحرش بأدرعها العسكرية بالمنطقة (أنصار الله وحزب الله) بالكيان المغتصب، في محاولة للتمويه على حقيقة المشروع الصفوي التَّصْفَوِي الخطير الذي تأسَّسَ، على مَهْل، في دولة الملالي، وأخذ يستقطب، عبر البروباغندا العسكرية المقاوِمة، جمهورا سنيا معتبرا عبر الربوع، حتى بلغ الأمر بحركات إسلامية، في حالة بلاهة وانخداع، تصدر بيانات تأييد ومساندة لهذا التوغل الذي بدأته أدرع إيران العسكرية في المنطقة؛ في اليمن، وجنوب لبنان، وشيئا ما في العراق. وأصبحنا نسمع عن إشادات بهذا المشروع "الجهادي" من جماعات تائهة، شاردة، بحجة غياب البديل من أهل السنة للنصرة والتأييد. كل هذا ظل حُمًى سارية في مفاصل حركات المقاومة، ومناهضي التطبيع، حتى نطَّت من القمقم الحرب الكارتونية الأخيرة بين الدولة اللقيطة، وإيران، والتي انتهت قبل أن تبتدئ، وانتهت قبل أن تحقق شيئا مما أمِله العدو من سحق البرنامج النووي الإيراني. وهو الذي لم يتحقق له حتى مع الضربات الأمريكية لمفاعلات تخصيب اليورانيوم. لتتوقف الحرب، فجأة، بعد أن أمِل بعض المخدوعين في نهاية مرتقبة لإسرائيل، وفي نصرة للقضية الأولى للمسلمين، وانتقام لغزة وأهلها، وتوقف نهائي للحرب بها، ووو…. لكن الجميع يتفاجأ، خصوصا من خدع بإيران ومشروعها المقاوم، أن "القضية" والحرب بغزة، في الحرب الأخيرة، لم تكن من أولويات نظام الملالي، ولا من أجنداته العسكرية. وأن ضربات هذا الأخير كانت فقط ردات فعل على ضربات العدو ليس غير. وأن غزة المسكونة في وجدان أحرار العالم، غير ذات أهمية، عند هذا النظام الذي لا يرى في القدس، وغزة، وفلسطين، عموما، إلا أرضا مقدسة صالحة للمد الشيعي الصفوي، في أفق التوسع أكثر نحو الحرمين الشريفين لإتمام رسالة الشيعة الأوائل، التي لم تبلغ مبلغها مع فصائل التشيع المنحرف، فَرَطِ الاثنا عشرية. ولا أدل على ذلك أنه لو كان توقيف الحرب بغزة ضمن مشروع الملالي لجعلوا ذلك شرطا لتوقيف هذه الحرب مع الدولة الصهيوينة، ولوضعوا على طاولة التفاوض السرية مع البيت الأبيض شرط توقيف هذه الحرب المجرمة، وإدخال المساعدات لغزة. لكن لا شيء من هذا كان حاضرا في أجندة الملالي، ليعلم الجميع أن همَّ إيران الملالي هو مصالحها فقط، وكل ما ينضح على سطح الصراع ما هو إلا ألاعيب للتمويه على حقيقة المشروع الشيعي العالمي في التمدد والاحتلال. إنه مشروع خطير يتمدد عبر العالم الإسلامي، ويؤيده الغرب، لعلمه أنه المشروع المُخلِّص من الإسلام السني المهدِّد لوجوده في المنطقة، والذي تمثله حركات المقاومة السنية، والحركات الإسلامية الممانعة. فهو المشروع الذي يرى فيه الغرب الصليبي الأداة المثلى للقضاء على الإسلام وروحه والتشكيك في مرتكزاته الاصيلة، من خلال نشر شبهات حول الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم – والقرآن، وأمهات المؤمنين، والصحابة، والتابعين، قدوات المسلمين. وهو الأمر الذي لم ينجح فيه الغرب خلال معركته الحضارية الطويلة ضد المسلمين، عبر الحروب الصليبية، والاستشراق، والدراسات الدينية التي تُعنى بفقه الأديان،.. وما شاكل. ويأمل، اليوم، أن ينجح فيه مع نظام الملالي المشوِّه للإسلام وروحه. لأجل هذا، لن نستغرب إذا علمنا أن إيقاف الحرب الأخيرة، بهذه السرعة، لم يكن لسواد عيون الدولة الصهيونية فقط، بل كذلك، وهذا أهم، لبقاء هذا النظام الشيعي التوسعي غصة في حلق العالم الإسلامي السني الذي يعلم الغرب أن القضاء على إسلامه، وتشويه عقيدته، لن يكون إلا من الداخل. ولن يجدوا أفضل من هذا النظام الشيعي، الصفوي، للقيام بهذه المهمة "الحضارية" الكبرى. لذلك لزم استمراره غصة في قلب العالم الإسلامي، كما اللقيطة، سواء بسواء !!!. وكل تغييب لهذا البعد الحضاري في الصراع، ضمن أي محاولة للقراءة الاستراتيجية لتداعيات الحرب الأخيرة، سيترك بياضات، وأسئلة دون أجوبة، مما سيفضي إلى خلاصات ونتائج ناقصة. مهما برع خبراء الاستراتيجية السياسية والعسكرية في تقليب الحدث من مختلف زواياه، ومحاولة حصر هذه الحرب في تحرشات وردود فعل طارئة. فبقاء نظام الملالي هو مشروع صهيو- أمريكي، وإن بدا، خلاف ذلك، لبعض المخدوعين المصدقين لتصريحات ترامب والنتن ياهو بالقضاء عليه. فما يجري في الغرف المغلقة، والسراديب المظلمة، لا يعلمه إلا الخالق تعالى. وإلا، فلْيخبرنا هواة التحليل الاستراتيجي، والجيوسياسي، عن سبب ضرب أمريكا في قطر، وليس في البحر، وعن صمت قطر، واعتذار إيران، وتدخل قطر والسعودية والإمارات لدى أمريكا للضغط على إسرائيل وإيران لتوقيف الحرب يين إيران وإسرائيل وليس في غزة السنية(!) ، واعتذار أمريكالإيران في السر، وتهديدها في العلن،.. وغيرها من الألغاز السياسية، كيف نجمع بيننا لنفهم شيئا من هذا الخضم المُركَّب إن لم يكن خلف الأَكِمَّة شيئا من حتى؟!!. دمتم على وطن.. !!