ردت أسماء المرابط، الكاتبة والباحثة في الفكر الإسلامي، على الاتهامات الموجهة لها ولرفيقاتها في الحراك النسوي الإسلامي، بالتبعية للغرب والخضوع للرؤية الاستعمارية الجديدة، قائلة إن هذه المزاعم لا تعكس حقيقة ما يدعون إليه، بل تستخدم كوسيلة لتشويه مشروع تحرري أصيل نابع من داخل المجتمعات المسلمة. وأكدت في مقال نشرته على مدونتها الشخصية أن ما تطالب به النساء المسلمات في هذا السياق ليس استيرادا لنموذج خارجي، بل "طلبٌ للعدالة والمساواة والإنصاف لكل الناس، ضمن أفق إسلامي روحي وإصلاحي".
واعتبرت المرابط أن هذه الاتهامات ليست جديدة، بل تندرج في إطار رد فعل مزدوج؛ من جهة، مقاومة تقليدية من قبل بعض علماء الدين والمحافظين الذين يرون في هذا الحراك تهديدا للسلطة الذكورية التقليدية. ومن جهة أخرى، موقف استعلائي من الإيديولوجيا الغربية المهيمنة التي لا تعترف بإمكان نشوء حركة تحرر نسوي من داخل المرجعية الإسلامية. وكتبت: "لقد اتهمنا بأننا مستغربات وخاضعات للرؤية الغربية، والحقيقة أننا نزعج في الآن ذاته التقليديين داخل مجتمعاتنا، كما نربك الهيمنة الثقافية والسياسية الغربية". وبحسب المرابط، فإن هذا الرفض المزدوج الذي تواجهه النساء المسلمات المنخرطات في المشروع النسوي الإسلامي يكشف عن الطابع التحديّ لهذا المسار، الذي لا يتماهى لا مع القراءات الدينية التقليدية ولا مع النماذج النسوية الغربية المهيمنة. وأوضحت أن التحرر الذي تدعو إليه هو تحرر مزدوج؛ من النظام الأبوي الذي يكرس التمييز باسم الدين، ومن الاستعمار المعرفي الذي يصوّر المرأة المسلمة باعتبارها كائنا ضعيفا محتاجا للإنقاذ. وقالت إن هذا التحرر "يتطلب إعادة امتلاك ذاكرتنا وتاريخنا كنساء من الجنوب، واسترجاع استقلاليتنا الفكرية والمعرفية". وشددت المرابط كذلك على أن منطق الاتهام بالتغريب أو الخيانة الثقافية هو آلية دفاعية يستخدمها خصوم الإصلاح لمنع النساء من استعادة أصواتهن وتحرير رؤيتهن لأنفسهن ولدينهن. وأكدت أن الحراك النسوي الإسلامي يمثل "تاريخ مقاومة" ضد أشكال متعددة من السيطرة الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وانتقدت المرابط الطابع الاستشراقي في الدراسات الغربية التي تختزل المرأة المسلمة في صورة موضوع للتحليل، دائما في موضع الضحية، دون الاعتراف بقدرتها على بناء خطاب تحرري مستقل، ودعت بذلك النساء المسلمات إلى استرجاعاستقلاليتهن الفطرية وهويتهن المعرفية. ومن هنا، تبرز أهمية المقاربة "النسوية، الروحية، الإصلاحية، المناهضة للاستعمار" التي تتبناها، وتقول بوضوح إن هذا التجديد النسوي داخل الإسلام هو "تاريخ مقاومة"، مقاومة للنظام الأبوي المتجذر في التقاليد، ولمشروع النيوليبرالية، ولمركزية النسوية الغربية. وترى المتحدثة أن هذا التحرر ينبغي أن ينطلق من تحرير الدين نفسه من التوظيف السياسي، ومن تحرير المجتمعات من الاستبداد، ومن جميع أشكال القهر الثقافي والمادي. فالإسلام، في نظرها، هو دين يفهم أخلاقيا كرسالة لتحرير الإنسان، وهذه الفكرة هي التي تدفعها وزميلاتها في الحقل الفكري والحقوقي إلى العمل في مسار نسوي إسلامي جديد. وقالت أسماء المرابط إن هذا الجهد ليس فقط عملا فكريا أو نظاليا، بل هو "التزام روحي، مناهض للهيمنة الذكورية والاستعمار، من أجل العدالة الاجتماعية والحقوق المتساوية والتحرر من كل أشكال التمييز السياسي والاجتماعي".