خرج المئات من النشطاء وسكان مدينة طنجة، أمس الأحد، في مسيرة حاشدة، اختتمت باعتصام أمام ميناء المدينة، تنديدا برسو "سفن الإبادة" في الموانئ المغربية، واستنكارا للتقتيل والتجويع المستمر في قطاع غزة، وسط مواقف رسمية متخاذلة. وانطلقت المسيرة التي شارك فيها مواطنون من مختلف الأعمار والمشارب، نساء ورجالا وأطفالا، من ساحة الأمم في اتجاه ميناء المدينة، رافعين الأعلام الفلسطينية، والكوفيات، واللافتات المطلبية، وصورا تظهر جانبا من التقتيل والدمار والتجويع الذي يعانيه أهل القطاع المحاصر. وأرسلت المسيرة جملة من الرسائل، سواء عبر الهتافات أو اللافتات، تسيدها الرفض المطلق لتحويل ميناء طنجة المتوسط إلى نقطة عبور للسلاح والعتاد الحربي نحو جيش الاحتلال، واعتبر المحتجون أن ذلك يشكل مساهمة مباشرة وتواطؤا مفضوحا في إراقة الدماء الفلسطينية، بشكل ينتهك القانون والأعراف والأخلاق، وعبروا عن تحيتهم لعمال الميناء الذين يرفضون الاشتغال مع "سفن الإبادة". ورغم التطويق الأمني لميناء طنجةالمدينة لمنع المسيرة من دخوله، قرر المحتجون الاعتصام لساعات أمامه. وقد تميزت المسيرة بقرع الأواني تنديدا بالتجويع، إلى جانب الصدح بشعارات من قبيل "هذا وعد يا إسماعيل.. لن نعترف بإسرائيل" و"غزة كاتجوع وكاتعاني.. وتقول العالم نساني"، و"عهد الله لن نخون.. فلسطين فالعيون". كمات عبرت المسيرة عن تجديد الرفض الشعبي المطلق للتطبيع مع الكيان الصهيوني وطالبت بإسقاطه فورا، مع المطالبة باتخاذ مواقف جريئة إزاء ما يقع للأشقاء الفلسطينيين. وندد المشاركون في المسيرة بالمواقف الرسمية العربية والإسلامية ولجل دول العالم، التي انقسمت بين متخاذلة ومتواطئة، إزاء الجرائم ضد الإنسانية والإبادة التي تتم بالقتل المباشر وبالتجويع، حيث تم الفتك بأزيد من 60 ألف شهيد وشهيدة، جلهم من النساء والأطفال، وتدمير القطاع الذي لم يعد صالحا للحياة، بعد تسوية البنايات بالأرض، ورغم ذلك لا يزال أصحاب الأرض والحق متشبثون بوطنهم.