تعيش مدينة العرائش على وقع مشاريع مجمدة وأخرى مجهولة المصير، في ظل غياب رؤية استراتيجية من المسؤولين والمنتخبين، الذين لا يظهرون كفاءة حقيقية في معالجة هذه الملفات. وتعتبر السياسة الترافعية التي يتبعها هؤلاء ضعيفة وغير فعّالة، ما يضع المدينة أمام تحديات كبيرة. القاعة المغطاة بغابة لايبيكا، على سبيل المثال، تُعد من أبرز المشاريع التي تحمل وصمة عار على جبين المسؤولين. رغم مرور سنوات على توقف الأشغال، لا يزال أهالي المدينة يطمحون فقط لامتلاك قاعة رياضية لممارسة كرة القدم داخل القاعة، بينما يحقق جيرانهم في القصر الكبير إنجازات رياضية متميزة في هذا المجال. هذا التأخر غير المبرر يثير العديد من التساؤلات حول جدية المسؤولين في إتمام المشروع. أما متحف المدينة، الذي كان من المفترض أن يُقام في مكان المحكمة القديمة، فقد تحول إلى "خربة" تحتلها العناصر المشبوهة وتزدحم بالقمامة، مما يضفي على المدينة صورة غير لائقة أمام الزوار والسياح. ورغم محاولات المجتمع المدني في التواصل مع الجهات المعنية لتسريع حل هذا الملف، إلا أن هذه المبادرات لم تجد آذانًا صاغية، وظلت الأوضاع على حالها. المحطة الطرقية القديمة هي مشروع آخر يثير الجدل، حيث يبقى مصيرها مجهولًا رغم العديد من المناشدات والنداءات. اليوم، أصبحت جزءًا مهجورًا مليئًا بالقمامة، بينما يستغل الجزء الآخر لأغراض غير واضحة، مما يثير استياء السكان والمواطنين. أما حديقة الأسود وسط المدينة، فقد تحولت إلى حالة من الإهمال الكامل، وكأنها تعرضت لقصف، مما جعلها مكانًا منبوذًا ولا يُفكر فيه حتى من قبل السلطات. سينما أبيندا هي الأخرى، التي كانت تُعدّ من بين المشاريع التي ينتظرها المواطنون، لا تزال مغلقة، والجدران تتآكل، والمقاعد تتصدع، وسط وعود فارغة من المنتخبين لم تُترجم إلى أي عمل ملموس. من جهة أخرى، يظل المركب الديني الذي انتهت أشغاله منذ فترة طويلة مغلقًا دون سبب واضح لعدم افتتاحه، ما يزيد من حالة الإحباط التي يعيشها المواطنون في ظل غياب أي تواصل رسمي من الجهات المعنية. ويضاف إلى ذلك التأخر الكبير في إتمام عدة مشاريع أخرى مثل مركز الاستقبال قرب القنصلية، دار الشباب بالقرب من السوق المركزي، وفضاء ذاكرة المقاومة. ورغم الوعود المتكررة، لا يزال المواطنون في انتظار الإنجاز الفعلي لهذه المشاريع. وفيما يتعلق بإنشاء مجزرة جديدة أو سوق الجملة لتحسين الوضع القائم، فقد تبين أن هذه المشاريع، مثل غيرها، لا تزال حبيسة الأوراق والتصاميم. يبدو أن الوعود تبقى مجرد أدوات لتهدئة الأوضاع واستمالة الناخبين دون أن تترجم إلى واقع ملموس. ختامًا، يظل السؤال الأبرز: هل ستظل هذه المشاريع مجرد حبر على ورق، أم أن هناك إرادة حقيقية لدى المسؤولين لتحقيق الإنجازات التي يحتاجها المواطن العرائشي؟. وفي هذا السياق، عبر نبيل النطاح عن استنكاره الشديد لهذا التأخير وعدم التعاطي بجدية مع العديد من المشاريع الحيوية في المدينة، محملاً المسؤولية الأساسية للجهات المعنية، وعلى رأسها جماعة العرائش، مطالبًا بضرورة تفعيل الدور الرقابي والعمل الجدي لإنقاذ هذه المشاريع وضمان حقوق سكان المدينة.