العرائش أنفو أُطلقت جائزة "ابن عربي" العالمية للأدب العربي عام 2017 من قِبل دار نشر سيال بيغماليون، تزامنًا مع الذكرى العشرين لتأسيسها، والجائزة تُكرّم كتّابًا من العالم العربي تميّزوا كشعراء، أو كتاب قصص وروائيين، أو نقاد وكُتّاب مقالات، أو كمترجمين. وتُرشّح لجنة تحكيم مرموقة كل سنة كتّابًا ناطقين باللغة العربية تميّزوا في مختلف الأجناس الأدبية، بالإضافة إلى مترجمين وباحثين هسبانيين… وتُمنح لهم هذه الجائزة التي تُكرّم شخصية الصوفي والفيلسوف والشاعر والرحالة والباحث المسلم الأندلسي ابن عربي، المولود في مرسية لأب مرسي وأم من أصول أمازيغية. والذي اعتبره شيوخ الصوفية لقرون عديدة "أعظم المعلمين"، كما يُنشر عمل للمؤلف الفائز في إحدى مجموعات الكتب التي تصدرها دار النشر، ويتم عرضه في بعض أهم معارض الكتب في أوروبا وأمريكا وإفريقيا. وتتكون لجنة تحكيم دورة الجائزة لسنة 2025 كل من: ضحى عابد (تونس)، رافائيل بونيا سيريثو (إسبانيا)، فرانسيسكو غوتييريث كارباخو (إسبانيا)، عبد الهادي سعدون (العراق)، خورخي هيفيا سييرا (إسبانيا)، عادل خضر (تونس)، خوسيه مانويل لوسيا ميخياس (إسبانيا)، رضا مامي (تونس)، فابيو مارتينيث (كولومبيا)، حسين نهابة (العراق)، خوسيه ماريا باث غاغو (إسبانيا)، خالد الريسوني (المغرب)، باسيليو رودريغيث كانيادا (إسبانيا)، شيماء الشريف (المملكة العربية السعودية)، أسماء السويسي (تونس)، عبده التونسي (الأردن). وقد منحت الجائزة بالإجماع للأستاذ حسن نجمي عن كتابه "دم على جناح طائر وقصائد أخرى" وعن مجموع أعماله، وسيُنشر الكتاب ضمن إحدى مجموعات دار النشر سيال بيغماليون، وسيُعرض في أهم معارض الكتب في العالم الناطق بالإسبانية، في غوادالاخارا (المكسيك)، سانتو دومينغو (جمهورية الدومينيكان)، فيلبو (بوغوتا، كولومبيا)، مدريد (إسبانيا)… وغيرها. مدريد، 7 يوليو 2025 باسيليو رودريغيث كانيادا رئيس مجموعة دار نشر سيال بيغماليون حسن نجمي (بن أحمد، المغرب، 1960) هو صوت شعري من جيل الثمانينيات في المغرب. بدأ تجربته الشعرية مع صدور مجموعته الشعرية "لك الإمارة أيتها الخزامى"، وهو الكتاب الذي كان يسعى إلى وضع صوتٍ قَلِقٍ من معاناة الوجود في عالمٍ فقد جوهره الإنساني، عالمٍ مليءٍ بالتناقضات والصراعات والعنف. اعتبر النقاد هذا الكتاب محاولةً أولى لإثبات الوجود على عتبات الشعر. وقد كان الشاعر فيه مُقنّعًا بخطاب يقترب أكثر إلى السياسي، خطاب شعري يتداخل مع الأيديولوجي ومع نضال شعب من أجل الحرية والعدالة وتغيير العالم. لطالما انخرط حسن نجمي في عالم السياسة، سواءً خلال سنوات الرصاص أو بعدها. في هذه التجربة الأولى، يبدو أنه لم يستطع الفصل بين العالمين. في وقتٍ لاحق، سينظر إلى هذه التجربة بعين ناقدة ويستخلص منها العديد من الاستنتاجات لمسارات تجربته الشعرية الآتية. في مطلع التسعينيات، بعد ثماني سنوات، نشر مجموعته الشعرية الثانية بعنوان "سقط سهواً"، مبتعدًا عن تلك التجربة الأولى، باحثًا عن الشعرية من خلال صفاء اللغة وشفافيتها، ومن خلال كسر الحدود بين الشعر والنثر، ثم واصل حسن نجمي مسيرته الشعرية بنشر المزيد من الدواوين الشعرية التي ركزت على الجانب الجمالي لأن الشعر في نهاية المطاف هو خطاب يحاول بناء عالمه المتميز من خلال اللغة والاستعارة والإيقاع أي بالاستناد أساسا إلى ما هو جمالي… من مؤلفات حسن نجمي التي تُمثل مسيرته الشعرية: – لك الإمارة أيتها الخزامى 1982 – سقط سهواً 1990 – الرياح البنية 1992 (بالتعاون مع الفنان التشكيلي محمد القاسمي) – حياة صغيرة 1996 -المستحمات ويليه أبدية صغيرة 2002 – مفتاح غرناطة 2003 – شعرية الأنقاض 2004 -على انفراد 2006 -أذى كالحب 2011 إلى جانب دواوينه الشعرية، نشر روايتين : "الحجاب" و "جيرترود" ومجموعات مقالات عديدة: – الناس والسلطة 1997 – الشاعر والتجربة 1999 – شعرية الفضاء 2000 – غناء العيطة. الشعر الشفوي والموسيقى التقليدية في المغرب، 2007. حسن نجمي حاصل على الإجازة في الأدب العربي 1984، ودبلوم دراسات عليا 1996، وناقش أطروحته للدكتوراه حول موضوع "فن العيطة بالمغرب". انتُخب مرتين رئيسًا لاتحاد كتاب المغرب، وهو أيضًا عضو مؤسس في بيت الشعر في المغرب وعضو في مجلس هيئته الإدارية. عمل صحفيًا في صحيفة "الاتحاد الاشتراكي". دم على جناح طائر وقصائد أخرى يتحد في شخص حسن نجمي رجل الفعل الحركي مع رجل التأمل والفكر، وهو يقدم لنا إشكالات وصراعات. ذاك هو الغنى في سعيه في البحث، وهذا ما يضفي على كلماته صدقًا وعمقًا. صوته، القلق أبدًا، يسعى جاهدًا إلى الاستكشاف، في عزمه على تجديد ذاته، وإعادة خلق ذاته، وكسر عزلة الوجود، مجمِّعًا بذلك بين صوته الفردي والصوت الجماعي. صوتنا صوتٌ معاقب؛ صوته منسوج بألف صوت. علينا أن ننصت إليه لنستمع إلى ذواتنا بينما تكبر الحدود في أذهاننا، وتغزو ذاكرتنا، تشوهنا وتفسدنا… الفضاء يئن ويتألم، والشعر يعيد الحدود إلى سباتها العميق، إلى خمولها الأزلي؛ إن الجهد الذكي والمتحمس الذي تبذله أصواتنا كلها هو السبيل الوحيد لمنع ذاكرتنا من التعفن، ومنعنا من البقاء مدينين لمستقبل لا متكافئ وملتبس، مكرسين ذاتنا إلى الأبد على عتبات اللحظة التي تخلق ذلك الهروب نحو الذات، دون معرفة ما الذي يتعفن وما الذي يولد. أنت تخدش بأجنحتك، أجنحةٌ مَخَالِبُهَا تفعل كل ما تستطيعه للحفاظ على الذاكرة، كل ما تقدر عليه لتملُّكِ ذاكرة قابلة للحفظ. شِعْرُكَ يأخذنا إلى فضاء شبه مفتوح، قادر على الكشف والانطواء مراراً وتكراراً، أجنحة بكل شقوقها، بكل هشاشتها، أجنحة قادرة على الانكسار في أي لحظة، أجنحة ما دامت لا تنهار، فهي ستظل تُقدم لنا الشعر، كلمات تُرينا أن الجنة دائماً جد صغيرة مثلما الأبدية جد ضيقة، لكن شسوعها لا يحتاج إلى امتداد أكبر، إنه ليس مكاناً يحتاج إلى أن يتنامى، هي أماكن يصعب ولوجها، حيث سرعان ما يشعر المرء بعدم الارتياح، هي أماكن يستحيل البقاء فيها، وإقامتنا فيها يجب أن تكون جد وجيزة وأقصر… الشاعر