يبدأ وزير خارجية اسبانيا انغيل ميخيل موراتينوس زيارة للمغرب الأربعاء، عشية القمة الأوروبية - المغربية التي تستضيفها غرناطة في الثامن من آذار (مارس) المقبل. وتُعتبر زيارته هذه الأولى إلى الرباط منذ تولي مدريد رئاسة الاتحاد الأوروبي في دورته الحالية، ما يعكس في رأي مراقبين الأهمية التي يوليها الاتحاد في الانفتاح على المغرب الذي مُنح «وضعاً متقدماً» في محور الشراكة الأوروبية مع بلد من شمال أفريقيا. وتوقعت مصادر ديبلوماسية أن يشكّل الإعداد لأول قمة مغربية - أوروبية أبرز القضايا التي سيبحثها الوزير الإسباني ونظيره المغربي الطيب الفاسي الفهري، اضافة الى تطورات قضية الصحراء في ضوء نتائج الجولة الثانية هو من المفاوضات غير الرسمية التي استضافتها ارمونك (ضواحي نيويورك). والجولة المقبلة للموفد الدولي كريستوفر روس الى المنطقة، وكذلك تداعيات الأحداث الإرهابية في منطقة الساحل جنوب الصحراء، في ضوء تعرض رعايا اسبان الى الخطف في موريتانيا. وكانت أصوات في المعارضة الإسبانية طلبت الى حكومة مدريد إلغاء القمة الأوروبية - المغربية، بسبب ما تصفه بأوضاع حقوق الإنسان وتعرض المنتجات الزراعية الإسبانية الى منافسة قوية من الصادرات المغربية الى بلدان الاتحاد الأوروبي. إلا أن مصادر في مدريد اعتبرت الأمر جزءاً من الصراع الداخلي قبل الانتخابات المقبلة. وخطا الاتحاد الأوروبي قدماً من خلال انضمام المغرب الى مجلس أوروبا كأول شريك من خارج الاتحاد، ما اعتبره الوزير الفاسي تطوراً ايجابياً في مسار الشراكة المغربية - الأوروبية المستندة الى قيم الحرية والانفتاح والتعايش. ويرغب المغرب واسبانيا على حد سواء في الارتقاء بعلاقاتهما الثنائية الى آفاق أرحب بعد تجاوز أزمات وخلافات عدة، بعضها يعود الى الموقف من مستقبل المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية في شمال البلاد، وبعضها جزء من شد الحبل في الانعكاسات السلبية لقضية الصحراء. ويرتبط البلدان بمعاهدة الصداقة وحسن الجوار المبرمة في تسعينات القرن الماضي. إلا ان مدريد حرصت في غضون ذلك على إقامة توازن في علاقاتها مع كل من المغرب والجزائر. وكان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة زار مدريد أخيراً بهدف تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية القائمة بين بلاده والجزائر، فيما تعول اسبانيا على حضور مغربي رفيع المستوى في قمة آذار (مارس) المقبل.