تتواصل فعاليات موسم الخطوبة السنوي بإملشيل الذي افتتح أمس الخميس بإقامة عرس تقليدي جماعي لفائدة ثلاثين زوجا ينحدرون من مختلف قبائل المنطقة. وتقدم العرسان الجدد، تزينهم ملابس المنطقة التقليدية التي أعدت خصيصا لهذه المناسبة، أمام (العدول) لعقد القران بشكل رسمي في أجواء إحتفالية خاصة على إيقاعات "أحيدوس" التي تميز التراث الموسيقي للمنطقة. وحضر حفل افتتاح هذه التظاهرة ذات الأبعاد الإقتصادية والإجتماعية والثقافية بالخصوص عامل الإقليم السيد علي خليل ، ورئيس جهة مكناس تافيلالت والمنتخبين والسلطات المحلية ورؤساء المصالح الخارجية وفاعلين محليين، حيث عرضت مقتطفات من حفل الزفاف التقليدي بالشكل الذي يتم به عادة في المنطقة. كما تذوق الحاضرون، خلال هذه المناسبة، رغيف "أبادير" الذي يميز الأعراس التقليدية حيث يقوم الرجال بإعداده ليقدم من طرف عائلة الزوج لعائلة العروسة. ويقام موسم الخطوبة الجماعي هذه السنة بالموازاة مع الدورة الثامنة لمهرجان "أعالي الجبال" (من 15 شتنبر إلى 17 منه) الذي ينظمه مركز طارق بن زياد بالتعاون مع المجلس الإقليمي لميدلت ومجلس جهة مكناس تافيلالت. ويهدف هذا المهرجان إلى المساهمة في الحفاظ على المورورث الثقافي والرمزي للمنطقة من خلال التعريف بتقاليد القبائل المحلية والترويج للسياحة الجبلية وتحريك عجلة الإقتصاد والتأسيس لاستراتيجية للتنمية المستديمة في هذه الجهة من المغرب العميق. وكان سكان المنطقة، مساء أمس الخميس، على موعد مع السهرة الإفتتاحية للدورة الثامنة من مهرجان "أعالي الجبال" حيث يقترح برنامج هذه الدورة ثلاث سهرات موسيقية يتوخى المنظمون من خلالها تسليط الضوء على التراث الموسيقي الوطني لمناطق أعالي الجبال. وبخصوص المشاركة الأجنبية، وقع اختيار المنظمين، هذه السنة، على الفرقة الإسبانية "والتر ساكس أنسونبل" حيث ستحيي سهرة الغد (السبت) إلى جانب أيقونة الموسيقى الشعبية المغربية محمد رويشة. وإلى جانب التنشيط الفني، يقدم برنامج الدورة أنشطة رياضية ومسابقات ثقافية، فضلا عن عروض حول "تاريخ إملشيل والمنطقة" و"مخطط المغرب الأخضر" و"الأنظمة الخلاقة للتراث الفلاحي العالمي" و"الطاقات المتجددة". ويتضمن برنامج المهرجان أيضا ندوات فكرية حول " دور التعليم في العملية التنموية" و"الملابس التقليدية لدى القبائل الأمازيغية" و"السياحة القروية في برامج رؤية 2020 " و"مكانة الأمازيغية في الدستوزر الجديد". وتعيش إملشيل، التي يلتقي عندها شرق الأطلس الكبير وغربه على ارتفاع 2200 متر، على مدى ثلاثة أيام على إيقاع الإحتفال بموسم الخطوبة الجماعي ومهرجان أعالي الجبال.