لم تمر سنة كاملة على انتقال ملكية مجلة نيوزويك حتى قرر المشتري الجديد قتل المجلة العريقة التي كانت توزع ملايين النسخ أسبوعيا ، فقد قرر التوقف عن طبع المجلة ورقياً ابتداءً من أول السنة القادمة ، اكتفاءً بتحويلها إلى موقع إلكتروني يستطيع القراء أن يصلوا إليه مقابل دفع اشتراك. كان الهدف وقف الخسائر التي منيت بها المجلة ، وارتفاع كلفة الموظفين الذين سيتم الاستغناء عن معظمهم الآن توفيراً للنفقات. وأغلب الظن أن عدد المشتركين بالنسخة الرقمية سيكون محدودأً ولا يبرر الاستمرار. نيوزويك ليست المجلة أو الصحيفة الأولى التي تنقلب إلى موقع إلكتروني نتيجة لارتفاع كلفة الإصدار وانخفاض إيراد الإعلان ، ذلك أن الصحافة قد تكون رسالة ، وقد تكون مهنة ولكنها في الوقت نفسه عملية تجارية هدفها الربح الذي بدونه لا تستطيع أن تتطور وتتحسن وتستمر. سبقتها صحيفة كريستين ساينس مونيتور ، التي تحولت إلى نسخة رقيمة قبل سنتين ، ولكن قليلين شعروا بالأسف لسقوطها لأنها خلافاً لإسمها ، لا علاقة لها بالمسيحية أو بالعلم ، فهي اليوم مجرد بوق دعائي للحزب الجمهوري ومرشحه ميت رومني. لم يكن مفاجئاً أن تتراجع الصحافة الورقية في وجه المنافسة من وسائل الاتصال الأخرى. وإلى جانب الإذاعة والتلفزيون ، أصبح القراء يعتمدون على أجهزة الهاتف الذكية الجديدة ليس لقراءة الصحف فقط بل لقراءة الكتب أيضاً. من ناحية أخرى فإن المواقع الإلكترونية أكثر كفاءة في سرعة نشر الخبر في حين تنتظر الصحيفة اليومية حتى صباح اليوم التالي لتنشر ما قد تكون المواقع الإلكترونية قد سبقتها إليه. الصحافة الورقية صمدت في وجه منافسة الراديو ، الذي صمد في وجه منافسة التلفزيون ، الذي لم يستطع أن يقتل السينما ، وما زال هناك من يقول أن كل وسائل الاتصال الحديثة لن تقضي على الصحافة الورقية فهي الأقدر على تقديم ما وراء الاخبار من تحليلات وتعليقات بمستوى لا تصل إليه المواقع الإلكترونية إلا بقدر ما تنقل عن الصحافة الورقية.