في حوار مؤثر مع قناة الجزيرة، كشف السياسي الهولندي - المغربي، أحمد أبو طالب عن تفاصيل مسيرته الاستثنائية التي انطلقت من أعماق الريف، وتحديدًا من قرية بني سيدال النائية، لتتوج بتوليه منصب عمدة مدينة روتردام، ثاني أكبر مدينة في هولندا، كأول مسلم من أصل مهاجر يحقق هذا الإنجاز الفريد. وتحدث أبو طالب بحرقة عن طفولته القاسية في بيت طيني بسيط، خالٍ من الكهرباء والماء، حيث كان يتوجه إلى المدرسة حافي القدمين وسط برد الشتاء القارس. وعلى الرغم من ظروف الفقر المدقع، فإن والدته شكلت له منبع القوة والإصرار، إذ دفعته نحو التعلّم وغرست فيه القيم الأولى للكد والاجتهاد. وصل أبو طالب إلى هولندا في سن الخامسة عشرة، دون أن يعرف كلمة واحدة من اللغة الهولندية. لكن عزيمته القوية وسعيه إلى التفوق ساهما في اندماجه السريع داخل المجتمع الجديد، حيث جمع بين التعليم الديني في المعهد الإسلامي بلاهاي، والتعليم الرسمي الهولندي، مما مكنه من لعب دور الوسيط الثقافي بين مجتمعين مختلفين. وانطلقت مسيرة أبو طالب المهنية من الإعلام، إذ بدأ بكتابة مقالات لصحف محلية قبل أن يلتحق بإذاعة إسلامية، وهناك برز صوته كمعلق اجتماعي.