تحدتث مجلة «جون أفريك» الفرانكفونية في تقرير مطول لها عن علاقة الصداقة التي تجمع الملك محمد السادس، مع بعض أصدقائه وهم شخصيات عمومية، بعضهم فوق سدة الحكم، وآخرون زعماء سياسيون، والبعض الآخر مشاهير في الفن، من داخل وخارج المغرب. علي بانغو.. صداقة التاريخ والجغرافيا تحدثت المجلة عن العلاقة بين الملك محمد السادس ورئيس الغابون، علي بانغو أونديما، علاقة صداقة متينة، وهي في الحقيقة امتداد لصداقة وطيدة كانت تربط الملك الراحل الحسن الثاني ورئيس الغابون السابق، علي بانغو أو الحاج بانغو كما يحب الملك مناداته. صداقة تعود إلى سنوات المراهقة والشباب، والتي امتدت جذورها المتميزة لتطبع مجالات متعددة، لا ينفك الملك يشيد بها في العديد من المناسبات، وسبق أن عبر في برقية بعث بها إلى بانغو عن ارتياحه إلى المستوى الممتاز الذي بلغته الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، اللذين تربطهما علاقات أخوية نموذجية وتعاون مثمر متعدد الأبعاد. وكان الرئيس الغابوني قد وصف، في شهر يوليوز الماضي، علاقته بالملك محمد السادس ب«الصداقة الحقيقية التي لا تنطوي على أسرار» عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك. فيليب السادس.. ابن الأخ الأكبر وإلى جانب بانغو، تربط الملك محمد السادس علاقة صداقة متميزة أخرى بنظيره الإسباني، فيليب السادس، الذي خص المغرب بأول زيارة مباشرة بعد جلوسه على العرش سنة 2014، وكان الراحل الملك الحسن الثاني والعاهل الإسباني الراحل، خوان كارلوس، أول من نفخ الروح في علاقة الصداقة بين ابنيهما اللذين كانا وليي عهد آنذاك، حتى إنه بعد وفاة الملك الراحل الحسن الثاني، اضطلع خوان كارلوس بمهمة الأخ الأكبر للملك محمد السادس، بالرغم من العلاقات المتوترة التي تطبع العلاقات السياسية بين البلدين في الفترة الحالية. شيراك.. صداقة للمغرب والأسرة الملكية جاك شيراك، الرئيس الفرنسي السابق، صديق العائلة الملكية، ورفيق الملك الراحل الحسن الثاني في التواصل الفكري والثقافي، حتى إن العلاقات بين الدولتين كانت في أبهى عصورها خلال فترة توليه رئاسة الجمهورية الفرنسية، واستمرت بعد وفاة الملك الراحل الحسن الثاني، وظلت مكانة شيراك محاطة بالتقدير والعناية اللازمة التي يكرم بها الملك محمد السادس ضيف المملكة وحليفها التاريخي في فرنسا. وتعلق قلب الرئيس الفرنسي السابق وزوجته، برناديت، بمدينة تارودانت في الجنوب التي عشقها، ولم يكن يفوت أي رأس سنة دون إمضائه بأحد رياضاتها الشهيرة. عبد الله الثاني.. صديق الأقدار صورة الملك عبد الله الثاني، إلى جانب الملك محمد السادس، وهو يضحك بشدة خلال زيارته الأخيرة للمغرب، شهر مارس الماضي، كانت الأكثر تعبيرا بصدق عن علاقة الصداقة الوطيدة التي تربط العاهلين المغربي والأردني. الصداقة بين الملك محمد السادس والملك عبد الله الثاني، اللذين وصلا إلى سدة الحكم في السنة نفسها وفي الظروف التي أعقبت وفاة والديهما الملكين الراحلين، اللذين كانت تربطهما علاقة صداقة متينة بلغت منتهاها ووصفت ب«أخوة القرن»، وترجمت أيضا إلى تعاون دبلوماسي وسياسي جعل المملكتين الأكثر استقرارا وأمنا في المنطقة. أوتارا.. كاغام وساركوزي... الصداقات المساندة لأطروحة الملك على خطى والده الملك الراحل الحسن الثاني، استمرت صداقة الملك محمد السادس مع عدد من الشخصيات، منهم الحسن أوتارا، رئيس جمهورية ساحل العاج، الذي كان دائما داعما للمملكة المغربية، وهي ذاتها علاقة الصداقة المتينة التي ساندت المغرب في عودته إلى حضن الاتحاد الإفريقي. علاقة الصداقة الوطيدة ذاتها، ربطت بين عاهل المغرب، والرئيس السادس والحالي لجمهورية رواندا، بول كاغام، الذي يشارك الملك محمد السادس في حلم وطموح النهوض بالقارة الإفريقية. وإلى جانب الزعيمين الإفريقيين، نذكر الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، الذي دافع بشراسة وقوة عن مقترح الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وظهر في أكثر من مرة مع العاهل المغربي في مجموعة من اللقاءات غير الرسمية، والتي شملت المناسبات العائلية والسفر محمد بن زايد آل نهيان.. استثمار العائلة تميزت علاقة الصداقة بين قصر الحكم في الإمارات ونظيره في المملكة المغربية، والتي بدأت أواصرها في ستينات القرن الماضي بين الراحل الحسن الثاني ونظيره زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون، ولعل قرار حاكم الإمارات سنة 1971 النهوض ببلده ونهج سياسة الانفتاح، كان اللبنة الأولى التي شيدت أواصر الارتباط بين القصرين وامتدت إلى وليي العهد آنذاك. وقام العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، آنذاك، بمساعدة الشيخ زايد بن سلطان، في التعريف ببلده لدى المجتمع الدولي، كما لم يتردد في إرسال ضباطه النخبة لتأمين حراسته الشخصية وتدريب درعه العسكري، وهذا التعاون بين الرجلين ولد علاقة صداقة تجارية وسياسية متينة بين وليي العهد، امتدت جذورها إلى الفترة الحالية، وهذا ما يفسر الارتياح الذي يطبع زيارات الملك محمد السادس المتكررة للإمارات التي يعتبرها بلدا شقيقا، وهو الارتياح ذاته الذي يشمل زيارة ولي عهد إمارة أبوظبي، محمد بن زايد، للمغرب الذي درس فيه الفرنسية بالمعهد الملكي بالرباط، من أجل ممارسة هواية القنص في منطقة بوعرفة جنوب المغرب. جورج ويكنين.. صداقة دون بروتوكول جورج ويكنين، السفير الإيفواري ذو ال83 سنة، واحد من الشخوص المقربة جدا من القصر الملكي، فهو من أقرب الأصدقاء للملك الراحل الحسن الثاني. في ثمانينات القرن الماضي، أرسل الملك الراحل، الحسن الثاني، ابنه، ولي العهد آنذاك محمد السادس، إلى جمهورية ساحل العاج، لتعلم البروتوكول، فلم يكن أستاذه سوى جورج ويكنين، الذي لم يخيب أبدا ثقة الحسن الثاني، فكان ويكنين بمثابة أب ثان لولي العهد آنذاك، لتنشأ علاقة عائلية وطيدة مبنية على الاحترام المتبادل، وهو ما فسر تقبيل السفير الإيفواري يد الملك محمد السادس في مطار أبيدجان في شهر مارس من سنة 2014. وعلاقة الصداقة بين جورج والقصر الملكي المغربي شملت أيضا عائلة ويكنين، حيت تربط الملك محمد السادس بشقيق جورج، موتشو ويكنين، علاقة صداقة متميزة، كما أن العاهل المغربي يواظب على زيارة أبناء السفير الإيفواري الأربعة في مقامهم، ويكن لساحل العاج حبا خاصا.