تختفي وراء شعارات الإنسانية وحماية حقوق الإنسان التي تتبجح بها دول الغرب صورة أخرى تختزل كل معاني الوحشية والعنصرية و الدموية . فرغم محاولة عدد من الدول الأوربية التنكر لماضيها الاستعماري إلا أن جرائمها ضد الشعوب الإفريقية ستبقى خالدة في التاريخ ولن يطالها التقادم بقدر ماستبقى عالقة في أذهان الأفارقة ومن ضمنهم الكونغوليون الذين تعرضوا لأبشع أنواع التعذيب و الإبادة على يد المستعمر البلجيكي . ويحمل التاريخ البلجيكي وجهًا شيطانيًّا من الاستعمار في إفريقيا وبالأخص الكونغو التي كان لها الحظ الأوفر من القُبح البلجيكي الذي استمر عقودًا طويلة، وتضمن قتل أكثر من 10 ملايين مواطن بدم بارد في حين تعرض بقية الشعب للإذلال عن طريق الاستعباد والاغتصاب وتقطيع الأطراف حيث كان ملك بلجيكا ليوبولد الثاني خلال الفترة من عام 1885 وحتى 1909، يتسلى بقتل الكونغوليين وتوظيف أطفالهم في تسلية أبناء المستعمرين البلجيكيين . وتظهر إحدى الصور التي توثق للحقبة المظلمة للاسعمار البلجيكي للغونغو طفلا كونغوليا محبوسا داخل قفص للطيور بينما تتسلى به طفلتين بلجيكيتين في مشهد يجسد الوجه القبيح للعنصرية البلجيكية التي نظرت للإنسان الإفريقي من منظور حيواني وجعلته أداة للترفيه لأبناء المستعمر .