كشفت دراسة حديثة، بأن الأشخاص الذين يتناولون المضادات الحيوية لفترة طويلة قد يعانون على الأرجح من نمو غير طبيعي في أورام الأمعاء، وهو ما قد يكون مقدمة للإصابة بسرطان الأمعاء. وتوصل الباحثون إلى أن تناول الأشخاص في الأربعينات والخمسينات من عمرهم للأدوية، يزيد من الخطر أكثر مما كان عليه في العشرينات أو الثلاثينات، وهذا ما قد يشير إلى أن بكتيريا الأمعاء تلعب دورا حاسما في الإصابة بالأورام السرطانية. وعلى الرغم من أن المضادات الحيوية عادة ما توصف لمدة لا تتجاوز 7 أيام، إلا أن بعض الظروف قد تتطلب علاجا أطول مثل مرض السل. ونشر العلماء النتائج التي توصلوا إليها في مجلة "Gut"، حيث قامت الدراسة بتحليل بيانات أكثر من 16 ألف امرأة فوق سن 60 عاما. فاستخدام المضادات الحيوية لمدة شهرين فقط لمن تتراوح أعمارهم بين 20 و39 سنة، زاد من خطر الإصابة بورم البوليب لدى النساء بنسبة 36%، وهو نمو غير طبيعي للأنسجة من الأغشية المخاطية. في حين أن النساء اللواتي يتناولن الأدوية في الأربعينات أو الخمسينات من العمر لديهن مخاطر أعلى بنسبة 69%، مقارنة بمن لا يستخدم المضادات الحيوية. ومن غير الواضح سبب تعرض النساء المسنات للخطر أكثر من النساء في العشرينات أو الثلاثينات. ولم يكن استخدام المضادات الحيوية خلال السنوات الأربع الماضية مرتبطا برفع مخاطر الإصابة بالأورام الغددية الحميدة. وتشير هذه النتائج إلى أن استخدام المضادات الحيوية قد يحتاج إلى أن يكون محدودا، وفقا للعلماء. ومع ذلك، يؤكد العلماء على أن هناك حاجة إلى مزيد البحث في النتائج التي توصلوا إليها، ما يفيد بأنه ليس ضروريا التوقف عن تناول تلك الأدوية في الوقت الحاضر. وقال العلماء إنه من غير الواضح أيضا كم من هذه الأورام الحميدة أصبحت سرطانية. وقالت الدكتورة، شينا كروكشانك، الخبيرة في علم المناعة من جامعة مانشستر، إن "المضادات الحيوية أدوية فعالة لعلاج الالتهابات البكتيرية، وإذا ما تم وصفها واستخدامها بشكل مناسب، يمكن أن تكون منقذة للحياة".