قال المحلل السياسي، إدريس الكنبوري، إن "منذ انخرط حزب العدالة والتنمية في تصفية الحسابات الداخلية، بعد تغيير المادة 16 من القانون الأساسي للحزب بما يسمح لعبد الإله بنكيران بالترشح لولاية ثالثة، انقلبت الأدوار التقليدية المعروفة داخل الحزب طيلة الأعوام الماضية". وأضاف الكنبوري، في تدوينة على حسابه، "الذين كانوا محسوبين على ما يسمى بالصقور داخل الحزب، وعلى رأسهم مصطفى الرميد، وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان وعضو الأمانة العامة، صاروا حمائم، والآن نقرأ ونسمع لغة جديدة تستعمل ضد هذا التيار، لغة مأخوذة من قاموس التخوين والعمالة والانبطاح والتآمر، بينما كان هذا التيار في السابق هو صاحب هذا القاموس". و أشار المصدر ذاته، أن "الغريب هو أن عبد الإله بنكيران نفسه، الذي كان الحمامة الكبيرة في الحزب، أو الحمامة الأم، انقلب إلى الجهة الأخرى وصار صقرا له عيون واسعة ومخالب… من حرير طبعا". و أوضح المحلل السياسي، أن بنكيران كان أكثر الناس "انطباحا" داخل حزب العدالة والتنمية، منذ أن انخرط أعضاء حركة التوحيد والإصلاح في حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية لعبد الكريم الخطيب نهاية عام 1996″. وتابع المتحدث، أنه في عام 1998، عندما تشكلت حكومة التناوب التوافقي برئاسة الاتحادي عبد الرحمان اليوسفي، واقترح على حزب العدالة والتنمية المشاركة في حكومته بحقيبة واحدة، كان بنكيران زعيم تيار المشاركة، على أساس أن تلك المشاركة ستمكن الدولة من التعرف على الحزب أكثر ومواقفه السياسية المعتدلة، ومن التقارب من الأحزاب السياسية ومحو حالة التمايز بين الإسلاميين وغيرهم". وأوضح الكنبوري، في تدوينته "بينما كان هناك تيار آخر يرفض تلك المشاركة الرمزية، وعلى رأسهم مصطفى الرميد، باعتبارها أقل من الوزن السياسي للحزب. ولم يشارك الحزب في حكومة اليوسفي طبعا، لكنه اختار طريقة مختلفة للتعامل معها داخل البرلمان، وهي "المساندة النقدية"، وكان بنكيران واحدا من عرابي تلك المعارضة العجيبة". وتابع الكنبوري، "ما السبب في هذا الانقلاب في الأدوار والمواقف، مضيفا "الجواب بسيط للغاية: إنه السلطة. طيلة خمس سنوات وهو رئيس للحكومة كان بنكيران أكبر حمامة أنجبها الحزب، لكن بعد إعفائه في مارس الماضي صار صقرا. هكذا انقلبت الأدوار داخل الحزب في بضع سنين".
