كل شي عندو التاويل ديالو: أي كل شيء له قواعده ونظامه. يقال على سبيل الاعتزاز والافتخار، عندما يقع الإعجاب بإتقان الأشياء والأعمال. كما يقال – على سبيل التنبيه – عندما يقع الإهمال وعدم الإتقان، للحض على إعطاء الأشياء ما تستحقه من الاهتمام والعناية، وإسناد الأمور إلى أهلها ومن يعرفها ويقوم بها أحسن قيام. كل شي عندو الحد: أي إن كل شيء له حد يقف عنده، لا فرق في ذلك بين ما هو حسن محمود، وما هو قبيح مذموم. فالعلم والمال، والغنى والثراء، والشجاعة والإقدام، والكرم والحلم، والنباهة والذكاء، والبر والاعتناء، والفصاحة والبلاغة، كل ذلك وعكسه، له حد محدود لا يتعداه. يقال على سبيل التنبيه، عندما يبالغ بعض الناس ويندفعون ويتجاوزون الحدود في الأقوال أو الأفعال، أو الإعجاب والإطراء، أو الاشمئزاز والازدراء . . . إلخ. كل شي عندو الدوا، غير الحمق ما عندو دوا: كل شيء له دواء، إلا الحمق، فإنه لا دواء له. يقال عندما يصدر من بعض الناس أعمال لا تصدر إلا من الحمقى. وقديما قيل: لكل داء دواء يستطب به *** إلا الحماقة أعيت من يداويها كل شي عندو الدوا، غير القلب إذا التوى: لكل شيء دواء، ما عدا القلب إذا التوى ونفر. وقديما قيل: احرص على حفظ القلوب من الجفا *** فودادها بعد التنافر يعسر إن القلوب إذا تنافر ودها *** مثل الزجاجة كسرها لا يجبر يقال للتحذير مما ينفر القلوب أو يوغر الصدور من الأقوال والأفعال، أو الإعراض والإهمال. كما يقال لتبرير موقف من يشعر بالإهمال أو الإهانة، فيأبى أن يرجع لما كان عليه من الود والصفاء، والبرور والاعتناء. كل شي هتوف، غير الزرع والصوف: أي كل شيء لا قيمة له ولا اعتبار، إلا شيئان هما القمح والصوف. هذا من أمثال أهل البادية، فكل شيء في نظرهم هين يمكن الاستغناء عنه، ما عدا القمح الذي به يعيشون، والصوف الذي به يكتسون. كل هدير إيلو سكات: أي كل صوت أو هرج، يعقبه سكوت وسكون. يقال عندما يحصل هرج أو حركة أو فتنة أو قتال، أو نحو ذلك مما يلفت الأنظار أو يتشوش منه بعض الناس، أو يخشون منه سوء العاقبة. كل واحد برزقو: كل واحد برزقه. يقوله الشخص المؤمن – أويقال له . عندما يكثر لديه الأولاد، لأنه يعتقد أن الله هو الرزاق، وأن الإنسان ما عليه إلا أن يتحرك ويسعى ويكد ويجتهد، ليتوصل إلى رزقه الذي قدره الله له. أما نحن المسلمين، فنؤمن بقول ربنا الكريم سبحانه: «و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها»، ونبينا ومرشدنا الأعظم صلى الله عليه وسلم يقول لنا: (تناكحوا تناسلواء فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة). والذين لا يؤمنون بتلك الآية ولا يهتمون بمثل هذا الحديث، ويظنون أنهم يفهمون أكثر من الناس، يتأسفون كثيرا لمستقبل هذا العالم والمجاعات المنتظرة له، ويسعون الآن لتحديد نسل الإنسان، ولا يخطر ببالهم أن حركتهم – فيما نرى – سحابة صيف، لأنها تتعارض مع طبيعة الإنسان والحيوان الذي قلما يملك أربه. نعم، إن التفكير في المستقبل شيء حسن، وتنظيم الأمور – ومن جملتها النسل – أمر مستحسن، والعاقل لا يندفع اندفاعا، ولا يحجم إحجاما، وخير الأمور أوساطها كما في الحديث النبوي الشريف . العنوان: الأمثال العامية في تطوان والبلاد العربية للمؤلف: محمد داود تحقيق: حسناء محمد داود منشورات باب الحكمة (بريس تطوان) يتبع...