مازالت الجزائر تعيش على وقع صدمة اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، إذ قامت بطرد عدد من الدبلوماسيين الفرنسيين مجددا، وهو ما أغضب فرنسا التي توعدت بالرد الفوري والحازم. هذه التصدعات الدبلوماسية تثير تساؤلات بشأن مستقبل علاقات البلدين التي ازداد التوتر بينهما منذ قرار فرنسا الاعتراف بمغربية الصحراء من منبر البرلمان المغربي. ويعتبر الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء هذا العام نقطة تحول في العلاقات بين الجزائروفرنسا. العلاقات التي كانت تشهد توترات بين الحين والآخر، شهدت تصعيدا جديدا قد يستمر في التأثير على الوضع الجيوسياسي في شمال إفريقيا. ويحظى التصعيد الأخير في العلاقات بين الجزائروفرنسا باهتمام كبير من قبل المحللين السياسيين، الذين يرون فيه تعبيرًا عن توترات تاريخية وجيوسياسية عميقة، فضلا عن تأثيرات اقتصادية واستراتيجية في الآونة الأخيرة. ويرى المحللون السياسيون أن تصعيد العلاقات مع فرنسا قد يؤدي إلى تداعيات على التعاون التجاري بين البلدين، خصوصًا في مجالات الطاقة والاقتصاد. فرنسا تعتبر أحد أبرز الشركاء التجاريين للجزائر، وتستفيد الجزائر بشكل كبير من التبادلات التجارية مع فرنسا في قطاع الطاقة والمقاولات. لذا، فإن التصعيد قد يضر بالاستثمارات الفرنسية في الجزائر، خاصة في مجال النفط والغاز، مما قد يؤثر سلبا على الاقتصاد الجزائري. من جهة أخرى، قد تواجه الجزائر تحديات في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء، خصوصا في ضوء التحركات الفرنسية في هذه المنطقة. التصعيد مع فرنسا قد يعقد التنسيق الأمني بين البلدين، مما قد يزيد من تعقيد الجهود المشتركة في محاربة الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل.