رغم الطابع الاستثنائي الذي ميز عيد الأضحى هذه السنة حيث تغيب الأضاحي عن البيوت المغربية، لم يفقد ذلك العيد روحه ولا مكانته في قلوب المواطنين. فقد عاش المغاربة أمس عيدا مفعما بالسكينة، جسدوا فيه قيم التضامن وصلة الرحم، في احترام تام لتوصيات جلالة الملك محمد السادس. وكان بلاغ صادر عن الديوان الملكي قد أكد أن جلالة الملك قرر، بصفته أميرا للمؤمنين عدم أداء شعيرة الذبح لهذه السنة ودعا المواطنين إلى الاقتداء به، مراعاة للظرفية الاجتماعية والاقتصادية الخاصة التي تمر بها البلاد وقد لاقت هذه المبادرة تجاوبا واسعا من طرف المغاربة الذين عبروا عن امتنانهم لهذا التوجيه الحكيم، مفضلين إحياء العيد بروح جماعية وتضامن إنساني عميق. وقد استهل المواطنون يومهم بأداء صلاة العيد في المصليات والمساجد، مرتدين أجمل الأزياء التقليدية التي أضفت على المشهد طابعا احتفاليا متميزا رغم غياب مظاهر الذبح. وتألقت الموائد المغربية بأصناف الحلويات التقليدية، كالكعب وغريبة والفقاص، مما عكس حرص الأسر على إحياء المناسبة بشكل يليق بقداستها. كما تجلت مظاهر صلة الرحم بوضوح، من خلال تبادل الزيارات بين العائلات والأقارب، حيث غلبت أجواء الود والفرح والبساطة على اللقاءات، لتؤكد أن جوهر العيد لا يختزل في الذبيحة بل يكمن في الاحتفال الجماعي. وفي المساء، اختارت العديد من الأسر الخروج إلى الفضاءات العامة والمتنزهات للترفيه والاستمتاع بجو العيد، في صورة جماعية مليئة بالروحانية والطمأنينة. لقد أثبت المغاربة مرة أخرى قدرتهم على التكيف مع المستجدات، وحرصهم على الحفاظ على روح العيد ومقاصده الكبرى، في مشهد يجمع بين البساطة، والإيمان، والوطنية الصادقة.