خلفت فاجعة تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية رقم 171 صدمة عميقة لدى الرأي العام بعدما تناقلت وسائل الإعلام ومواقع التواصل صورة أخيرة مؤثرة لعائلة هندية كانت في طريقها لبدء حياة جديدة في لندن. الصورة التي التقطت قبل دقائق من الإقلاع جمعت الأب والأم وأطفالهم الثلاثة وهم يبتسمون بفرح عارم غير مدركين أن تلك الابتسامة ستكون الأخير، وأن الرحلة نحو الأمل ستتحول في لحظة إلى مأساة لا تنسى. العائلة، التي تنحدر من مدينة أودايبور، كانتتريد لم الشمل بعد سنوات من الفراق فالأب، براتيك جوشي، كان قد انتقل إلى بريطانيا منذ ست سنوات حيث عمل من أجل تأمين مستقبل أفضل لأسرته وبعد طول انتظار، تحقق الحلم أخيرا: استقالت زوجته الدكتورة كومي فياس من عملها كطبيبة مرموقة، وقررت مغادرة بلدها لتبدأ حياة جديدة بجانب زوجها برفقة أطفالها الثلاثة. لكن فرحة اللقاء المنتظر لم تدم سوى لحظات، إذ تحطمت الطائرة بعد أقل من ثلاثين ثانية على إقلاعها من مدينة أحمد أباد، مخلفة أكثر من 290 قتيلا، في واحدة من أسوأ الكوارث الجوية في تاريخ الطيران المدني الهندي. وحده راكب واحد نجا بأعجوبة من الحادث، وهو فيشواش كومار راميش "40 عاما"، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. الطائرة، من طراز بوينغ 787 دريملاينر، ارتطمت بمبنى كلية طبية مجاورة، واخترقت قاعة الطعام في الطابق العلوي قبل أن تشتعل فيها النيران وتتحول إلى كتلة لهب. أما العائلة التي كانت تحلم بفصل جديد في لندن، فقد تحولت إلى رمز للفقد، وجعلت من صورتها الأخيرة وثيقة مؤلمة تداولها ملايين الأشخاص على الإنترنت.