منظومة كرتنا تشبه إلى حد بعيد مجلس الأمن الدولي في ظلم قراراته وليس في قوته وجبروته . يشبهه بأعضائه الخمسة الدائمي العضويةأصحاب الفيتو الذي يرفع في وجه أي قرار لا يلبي رغباتهم ولا يخدم آمالهم و مصالحهم. منظومة كرتنا أيضا تتوفر على أعضاء دائمي العضوية ، كان ينقصهم عضو ليصبح عددهم خمسة مثل الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن . وهاهم أضافوه بمباركة الجميع وقد يضيفون آخر لتوسيع النادي وللمصلحة المتبادلة وخوفا من التمردات تماما كما يفكر مجلس الأمن في إضافة ألمانيا واليابان والهند. فكروا في إضافة هذه الدول لوزنهم الحالي حتى لا يفكروا في الانفصال وإحداث منظمة بديلة أو موازية كما فعل نهرو وجمال عبد الناصر والمريشال تيتو الذين أسسوا منظمة عدم الانحياز. فهذه الدول أصبحت قوة لايستهان بها بمنشآتها النووية ومؤسساتها الاقتصادية والمالية واقتصادها المتين وديمغرافيتها القوية . ولا بد من توسيع الحلف ، حلف الأقوياء الدائمي العضوية . لذلك فكرت فرقنا الدائمة العضوية كذلك في توسيع الحلف تيمنا بالدول القوية بمجلس الأمن واتباعا لسياستها المهيمنة . أصبحوا خمسة وسيصبحون في القريب العاجل ستة أو سبعة مادام الأمر يخدم مصالحهم وقد أصبحت هذه الفرق المرشحة للعضوية الدائمة تتوفر على منشآت نووية عفوا ملاعب عملاقة عالمية تستجيب لشروط الفرق الأربعة وتليق بمقامها ولا تتسبب لها في إزعاج لاعبيها وإعطابهم بكسور متفاوتة الخطورة كما تفعل الحفر المعشوشبة لملاعب الفرق الصاعدة النازلة .الأعضاء الدائمون في منظومة كرتنا الوطنية لا ينزلون ، وإذا كاد أحدهم أن يقع في ورطة النزول تضامن معه باقي الأعضاء وهم يشعرون بالحمى في كافة أطراف الجسد ويسلطون كل قوات مناعتهم لحماية العضو المريض .وفعلا حصل هذا في محطات تاريخية .منهم من يقع في هذه الورطة باستمرار ، كل سنة تقريبا ، فتفك أغلال القسم الثاني من معصميه في نهاية الموسم وبقانون الفوز وكسب ثلاث نقط في كل المباريات المتبقية ولو ضد البطل القادم وقبل هذا الفريق كان محله فريق آخر عوض أن ينزل أبقوا النازلين معا وقسموا القسم الأول إلى شطرين . قانون تتغير ألوانه كالحرباء دفاعا عن الفريق الدائم العضوية المعني بالنزول . كل فريق من هذه الفرق الأربعة قديما ، كاد أن ينزل ومنهم من نزل قبل الدورة الأخيرة ، احتاج لأربع نقط ولم تبق له إلا مقابلة واحدة .فما العمل ؟ إنها ورطة حقيقية ...إ...حتى لو انتصر في مقابلته الأخيرة سينزل...إ... لكن مجلس الأمن الداخلي بقيادة أعضائه الدائمي العضوية فبرك خطة جهنمية وسن قانونا عبقريا : بما أن الفريق المتورط يحتاج لأربع نقط فرضوا على الفريق الذي سينازله أن يعتذر ولو أن اعتذاره سيحرمه من بطولة استأسد فيها. وفاز فيها آنذاك رجاء بني ملال الذي كان يحتل المرتبة الثانية...إ...مصائب قوم عند قوم فوائد...إ...قانونهم آنذاك سيمنح الفريق الدائم العضوية أربع نقط ، نقط الخلاص ...إ...وحديثا احتاج فريق آخر دائم العضوية للدعم وهو يحتل الرتبة الرابعة عشرة ، احتاج لنقط المباريات الثلاثة الأخيرة والنسبة العامة ففاز فيها جميعا وبحصص قوية وتم له الخلاص . أما العضو الأكبر الدائم العضوية في منظومتنا الكروية وهو بمثابة الولاياتالمتحدة في مجلس الأمن فكان الكل قديما يوفر له كل مايحتاج من مال ونقط الفوز ولاعبين مهرة في الآحاد والأعياد . كل لاعب ماهر أدخله إلى كتيبته وبالمجان وإلا فالويل للفريق الرافض ...وكانت الطاس ضحيته الكبرى ، تعطيه أولادها قصرا كما كان يقع للثعلب والحمامة قبل مجيء مالك الحزين ،وتعطيه نقط الفوز في آحاد الشدة والاقتراب من البطولة . هذه الفرق لا تنزل أبدا مهما كانت الظروف كما لا يمكننا أن نتصور مجلس أمن بدون الولاياتالمتحدةالأمريكيةوانجلترا وفرنسا وروسيا والصين . لابد أن توزع كعكة العالم على هذه الدول . لابد من السلم ولو كان مسلحا. لابد من تطبيق القانون ولو كان يخرقه الفيتو . قد يحصل أن تنهزم هذه الفرق مع فرق صاعدة نازلة كالدول التي تمثل باقي المقاعد في مجلس الأمن والتي توزع على القارات وبالتناوب ولكنها لا تنزل ولا تغيب عن المنظومة الكروية تماما مثلما حدث وانهزمت الولاياتالمتحدةالأمريكية مع إيران وفرنسا مع السينغال وألمانيا المرشحة للعضوية الدائمة مع الجزائر وتعادلت انجلترا مع المغرب وانهزمت روسيا مع بلجيكا والصين مرات عدة ، ولكن لابأس فتظاهرات كأس العالم تنظمها الدول الدائمة العضوية والمرشحة لذلك ولا تنظمها الدول الأخرى المستضعفة أي لا تهم المباريات بقدر ما تهم المصالح الكبرى . فرقنا الدائمة العضوية تقتسم كعكة البطولات فيما بينها . وويل لمن تجرأ على الفوز ببطولة أو كأس عرش أو حضر نهاية أو نصف نهاية من الفرق الصاعدة النازلة .من غريب الصدف أن مصيرهم الآن سلة القسم الثاني أو أفدح من ذلك قسم الهواة ، جب مظلم لا يصعد منه أحد ، داخله مفقود والخارج منه مولود . أين نجم الشباب والنهضة السطاتية و رجاء بني ملال واتحاد سيدي قاسم والراك والطاس ومجد المدينة والمولودية الوجدية والنهضة البركانية والنهضة القنيطرية والنادي المكناسي وشباب المحمدية وشباب اخنيفرة . هل هو القدر القاتل أو فعل فاعل ؟كل هذه الفرق تحدت وتجرأت على الفرق الدائمة العضوية . منها من فاز ببطولة أو كأس العرش أو وصل إلى النهاية أو نصف النهاية أو نضب معينها وجف ضرعها وتلوثت مزرعتها كالطاس ولم تبق صالحة للاستغلال كموقف الدول الدائمة العضوية مع الدول المعارضة لسياستها ، تحاصرها مثلما فعلت مع كوباوإيران وكوريا الشمالية وغيرها أو كاستغلال الدول البترولية وتقسيم كعكته فيما بينها حسب الأقدمية والنفود ولأمريكا دائما نصيب الأسد. لم يسلم مما تجرأ على الفوز بالبطولات إلا حسنية أكادير لأنها من بين الفرق المرشحة للعضوية الدائمة وأولمبيك اخريبكة لأن فوسفاطها لم ينضب بعد . وهذه الفرق الدائمة العضوية بقدر ما هي قوية تفرض قانونها في الداخل بقدر ما هي ضعيفة بالخارج ، ضحية دائمة للقانون الإفريقي الجائر بحكامه المرتشين لأن لهؤلاء كذلك منظومة أخرى اسمها الكاف لا تستقيم إلا لمن يعطي أكثر، فيها أيضا أعضاء دائمو العضوية من نوع آخر . فرقنا لا تستطيع حيالهم إلا الاحتجاج والجهر بقول "اللهم إن هذا منكر"، ينطبق عليها شطر من بيت شعري شهير يقول : أسد علي وفي الحروب نعامة . حقا لقد فازت ببطولات وكؤوس إفريقية ولكنها قليلة قياسا بمهارات أحفاد الجوهرة السوداء العربي بن امبارك وأبنائه الفرسان الأربعة أصحاب الكرات الذهبية . إنها بطولات قليلة مقارنة مع دول كنا نربحها ذهابا وإيابا وبحصص ثقيلة . وماذا عن الاحتراف المنشود ؟ هو السلم المنشود الذي وعدت به دول العالم منذ نهاية الحرب العالمية وخلقت من أجله منظمة الأممالمتحدة وعين كل مرة أمينا لها من الدول المستضعفة كالنمسا والبيرو ومصر وكوريا ، يكون مسيرا بتعليمات فوقية مثل رئيس جامعتنا الموقرة فهو رئيس لفريق صاعد نازل لا يتفرج فيه أحيانا إلا البوليس ورجال الإسعاف . هذا السلم لم نره بعد يتحقق كما وعدنا به ، وإذا حل بمكان يفرض بقوة السلاح ، وكثرة النباح ، نباح كلاب القبائل وقافلة الدول الدائمة العضوية تسير وتسير بلا توقف ، محددة أهدافها التي تخدم مصالحها لا غير . كذلك الاحتراف المنشود هو مفروض بقوة سلاح الفيفا. وقد سمعنا عنه من زمان ووعدنا به قديما قبل أن تحكم الفيفا قبضتها علينا وسمعنا بعض صيغه ومقدماته منها الاحتضان واللاهواية ونصف الاحتراف وأسماء عديدة برعنا في ابتكارها مثل طفل مدلل مشاكس اسمه أحمد يقضي معظم أوقاته خارج المنزل ومنا من يناديه حمادة أو حمودة أو احميدة أو حمدي ومنا من يقول أف حين يرى صورته ، أف مما أصبح عليه . والاحتراف المنشود كنا ننتظر منه كل خير ، ولازلنا ننتظر، وكلما انتظرناه طويلا أفسده الدهر ، وقد ننتظر طويلا لأن لوبي الفساد لن يستسلم بسهولة.