بعاصمة البوغاز كان ميلاده، وبفضل سكانها وصل إلى قبة البرلمان أربعة مرات متتالية منذ سنة 2002، الأمر الذي جعله يضيف لقبا أخر إلى سيرته الذاتية التي تصنفه كخبير في المجال الإقتصادي، ليصبح خلال هذه الفترة خبيرا أيضا في المجال الإنتخابي. محمد نجيب بوليف، إبن مدينة طنجة الذي رأى النور فيها سنة 1964، ظل وفيا لعادته في خلق الإنقسامات بخصوصه بين مؤيد ومعارض، ومستحسن وناقم، حيث أن تدرجه الحزبي الذي قاده إلى تولي عدة مسؤوليات أخرها حصوله على مقعد في البرلمان خلال الإنتخابات التشريعية التي جرت أطوارها أول أمس الجمعة، كان سببا لخلق العديد من النقاشات بين من يراه الأجدر بتلقد المنصب ومن يعتبر ترشحه دليل على تحوله إلى "ديناصور" جديد من "الديناصورات الإنتخابية" التي إعتاد عليها سكان طنجة منذ سنوات . أستاذ مادة الإقتصاد بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، مكنته الشعبية التي يحظى بها حزب العدالة والتنمية بمدينة البوغاز من الحصول على عدد كبير من الأصوات مقارنة مع منافسيه، حيث نالت لائحته المرشحة في إقتراع السابع من أكتوبر أزيد من 60 ألف صوت في دائرة طنجةأصيلة الإنتخابية، ليحصل بذلك على مقعد مريح داخل قبة البرلمان التي ولجها ثلاث مرات ما بين 2002 و 2011، قبل أن يصبح وزيرا مكلفا بالشؤون العامة وحكامة في حكومة بنكيران الأولى، ووزيرا منتدبا مكلفا بالنقل بعد التعديلات الوزارية لسنة 2013. وتلقى سكان مدينة طنجة نبأ فوز بوليف في الإنتخابات التشريعية، بتباين كبير في الأراء، حيث رأى البعض أن هذا الأخير كان ومازال من بين أكثر الأصوات التي برزت في البرلمان من خلال دفاعه المتكرر عن طنجة وسكانها، وتطرقه لقضاياهم في أكثر من مناسبة عبر أسئلة شفوية وكتابية موجهة للوزراء، في الوقت الذي لم يختلف معهم أخرون إلا في الجزئية المتعلقة بكون تلك الدينامية كانت فقط في المرحلة التي كان فيها حزب بوليف في المعارضة، اما في فترة تقلده لمهام حكومية لم يعر طنجة ولا ساكنيها أي إهتمام. وعاب منتقدوا بوليف، على هذا الأخير كون ترشحه بمدينة طنجة جاء بعد قطيعة طويلة معها إمتدت لست سنوات، حيث قام سكان المدينة بإختياره كمستشار بمجلسها الجماعي، إلا أنه قدم إستقالته من هذا المنصب نظرا لإلتزاماته في الوزارة. ولم تتوقف قصة هجران بوليف لمدينة طنجة عند هذا الحد، على حد توصيف الناقمين عليه، حيث تحول حفل الزفاف الذي أقامه لإبنته فيها حديثا على كل لسان، حيث إنتشرت صور عديدة بخصوصه وبخصوص البذخ والإسراف الذي كان فيه، قبل أن يتدخل بنكيران في مهرجانه الخطابي الأخير الذي إحتضنته عاصمة البوغاز، ليوضح ان الأمر مجرد إشاعة وأن زفاف إبنة بوليف مر كأي زفاف عادي دون أي إسراف أو تقتير. ورغم أن قصة بوليف مع ساكنة طنجة تتقلب فصولها بين مد وجزر، إلا أن مشواره العلمي والتحصيلي الذي توجه بالحصول على دكتوراه في إقتصاد الطاقة من فرنسا وأخرى في الإقتصاد المالي بالمغرب، جعله من بين أبرز الخبراء في المجال وأستاذا لعدة أجيال شهدت له بالكفاءة والإلمام الواسع في هذا التخصص.