سلط عدد من الخبراء المغاربة والدوليين، اليوم الأربعاء بطنجة خلال أشغال مؤتمر المحطات المينائية للحاويات في القارة الإفريقية (TOC Africa 2023)، الضوء على التحديات والفرص امام الموانئ الإفريقية وسبل تطويرها. وأبرز المتدخلون أهمية التعاون في قطاعات التجارة والنقل واللوجستيك بين مختلف الفاعلين في مجال التجارة البحرية بإفريقيا، مشيرين إلى الدور المحوري الذي صار يلعبه المركب المينائي طنجة المتوسط في تأمين سلاسل التموين وضمان انسيابية التجارة الإفريقية البينية وزيادة تنافسية القارة. في كلمة خلال جلسة نقاش بالمؤتمر، شدد المدير العام للسلطة المينائية طنجة المتوسط، حسن عبقري، أن ميناء طنجة المتوسط يستفيد من موقعه الاستراتيجي الفريد بمضيق جبل طارق، ما يمنحه مؤهلات تنافسية مهمة، مذكرا بأن هذا المشروع هو ثمرة للرؤية الملكية. وتابع بأن موقعه الاستراتيجي، إلى جانب مقاربة استباقية لتطوير البنيات التحتية الضرورية والرقمنة والانخراط في التنمية المستدامة والتزام كافة الأطراف، مكن ميناء طنجة المتوسط من تحقيق تطور مهم خلال السنوات الأخيرة، ليصبح أول ميناء بالقارة الإفريقية منذ سنة 2017. وأضاف بأن ميناء طنجة المتوسط يطمح لتعزيز موقعه باعتباره أول ميناء بالقارة من خلال تطوير واعتماد معدات تكنولوجية دقيقة لزيادة تنافسيته، مبرزا أن دور طنجة المتوسط صار أكثر محورية بالنظر إلى مشروع منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (AFCTA) التي تحفز الاندماج والتعاون الاقتصادي بإفريقيا. وسجل أنه من خلال ضمان انسجام استراتيجيته مع أهداف وآليات منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، يمكن لطنجة المتوسط أن يعزز مكانته باعتباره بوابة رئيسية للولوج إلى التجارة البينية بالقارة الإفريقية وبالفضاء المتوسطي. بدوره لاحظ المدير العام للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، مهدي تازي ريفي، في كلمة خلال جلسة نقاش ثانية خصصت للحديث عن الرهانات والفرص بإفريقيا، أن 90 في المائة من التجارة الإفريقية الدولية تمر عبر الطرق البحرية، معتبرا أن هذا يبرز المؤهلات المهمة للتجارة البحرية على مستوى القارة، والتي يمكن مواصلة تطويرها خلال السنوات المقبلة. وأضاف أن ميناء طنجة المتوسط راكم تجربة كبيرة باعتباره أول ميناء بإفريقيا، ووفق منظور للتعاون جنوب – جنوب، فتقاسم ممارساته الجيدة وخبراته مع شركائه سيكون مفيدا بالنسبة للقارة. من جانبه، قدم مدير قطاع اللوجستيك التجاري بمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية، جان هوفمان، معطيات حول التجارة البحرية والموانئ بإفريقيا، مع استعراض مختلف التحديات التي واجهتها الموانئ، لاسيما خلال فترة الجائحة والأزمة الناجمة عن الحرب بأوكرانيا. ودعا هوفمان إلى الارتقاء بالتعاون بين مختلف الموانئ بالقارة الإفريقية عبر تقاسم التجارب، من أجل بلوغ مستوى أعلى من التنافسية، من خلال إدماج البعد البيئي في تطوير الموانئ، وأيضا عبر الاعتماد على الرقمنة لخلق بيئة مواتية للتطوير الصناعي. ويعد المؤتمر، المنظم بمبادرة من طنجة المتوسط بشراكة مع " Informa" و " TOC Worldwide"، لقاء دوليا للمحطات المينائية واللوجتسكية، حيث يعرف مشاركة ممثلين عن 39 بلدا، من بينهم 20 بلدا من إفريقيا، وممثلين عن 22 سلطة مينائية، إلى جانب حوالي 50 فاعلا مينائيا وصناعيا، وأكثر من 40 متحدثا دوليا.