يترقب سكان مدينة طنجة، مع بداية العام الجديد، تفعيل القرارات الصارمة التي أعلنتها السلطات المحلية مؤخراً، والتي تهدف إلى إنهاء ظاهرة الحراس العشوائيين المنتشرين في مختلف أرجاء المدينة. وتأتي هذه الخطوة بعد انتهاء سريان التراخيص المؤقتة التي كانت قد منحت للعديد من الأشخاص لمزاولة مهنة حراسة السيارات من طرف مجالس المقاطعات الأربع خلال السنوات الماضية. وتشكل ظاهرة الحراس العشوائيين المعروفين ب"موالين الجيلي" إزعاجاً كبيراً لساكنة المدينة وزوارها، حيث تحولت إلى مشهد يومي يؤثر سلباً على النظام العام ويعوق حركة السير في الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية. ويشتكي المواطنون من تجاوزات عديدة يمارسها هؤلاء الحراس، بدءاً من فرض تسعيرات غير قانونية على ركن السيارات، وصولاً إلى أساليب الترهيب والاستغلال التي باتت تشوه صورة المدينة. وفي إطار السعي إلى معالجة هذه الإشكالية، كانت السلطات المحلية قد أصدرت تعليمات واضحة تقضي بوقف إصدار وتجديد التراخيص المؤقتة لمزاولة هذه المهنة. وشددت هذه التعليمات، التي جاءت في مراسلة موجهة إلى المجالس الجماعية ومجالس المقاطعات، على ضرورة احترام القانون وتطبيقه، بما يضمن إعادة النظام إلى الشوارع والأماكن العمومية. ورغم هذه الخطوات، فإن العديد من سكان المدينة يبدون تخوفهم من احتمالية استمرارية الوضع على حاله، في ظل ما يوصف ب"لوبي التراخيص"، الذي يُتهم باستغلال هذه المهنة لأغراض انتخابية، عبر توزيع التراخيص بشكل غير عادل لاستمالة الناخبين. ويرى مراقبون أن النجاح في إنهاء هذه الظاهرة يتطلب التزاماً حازماً من الجهات المختصة، ليس فقط عبر منع الحراس العشوائيين من مزاولة أنشطتهم، ولكن أيضاً من خلال تعزيز خدمات الركن العمومي المهيكلة التي تعتمد على استثمارات كبيرة لتحسين جودة الخدمات. كما يؤكد البعض على ضرورة توفير بدائل مهنية واجتماعية لهؤلاء العاملين، حتى لا تتفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي قد تنتج عن توقفهم عن العمل.