كشفت شركة "بالياريا" البحرية الإسبانية، خلال معرض FITUR للسياحة في مدريد، عن مشروع طموح لإطلاق أول ممر بحري بيئي بين إسبانيا والمغرب، يعتمد على عبارتين كهربائيتين بالكامل بين طريفة وطنجة المدينة. وقالت الشركة إنها حصلت على عقد لإدارة هذا الخط لمدة 15 عاماً من الهيئة المينائية لخليج الجزيرة الخضراء، التي أعطت الأولوية للاستدامة والابتكار. ويشمل المشروع بناء سفينتين توأمتين في أحواض بناء السفن "أرمون"، بالإضافة إلى كهربة الموانئ وتركيب أنظمة متطورة لشحن البطاريات. وقال رئيس "بالياريا"، أدولفو أوتور: "هذا المشروع المبتكر سيمكننا لأول مرة من القيام برحلات بحرية تعتمد بالكامل على الطاقة الكهربائية، وبدون أي انبعاثات على الإطلاق". وأضاف أن المشروع يتماشى مع قيم الشركة في الابتكار والتنمية المستدامة، ويهدف إلى أن يكون "نموذجاً عالمياً للتنقل الحديث والمستدام". وحضر حفل إطلاق المشروع حوالي 300 شخص، من بينهم مسؤولون إسبان ومغاربة، منهم كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب في إسبانيا، وخوسيه أنطونيو سانتانو، كاتب الدولة للنقل والتنقل المستدام الإسباني، وأرتورو بيرنال، وزير السياحة في الأندلس، وخراردو لاندالوسي، رئيس الهيئة المينائية لخليج الجزيرة الخضراء. وستبني "أرمون" السفينتين في غضون 30 شهراً، وستتمتع كل سفينة بقدرة كهربائية تبلغ 16 ميجاوات، وبطاريات بسعة إجمالية 11,500 كيلوواط/ساعة، ما يُمكّنها من إتمام الرحلة (18 ميلاً بحرياً) دون انبعاثات. وستُشحن البطاريات خلال توقف السفن لمدة ساعة في كل ميناء، وسيتم تركيب بطاريات أرضية بسعة 8 ميجاواط/ساعة في كل ميناء، بالإضافة إلى أذرع آلية متطورة متصلة بأنظمة OPS (Onshore Power System). وأكد أوتور أن المشروع يجمع بين القطاعين العام والخاص، بمشاركة شركات إسبانية ودولية رائدة في مجالات الهندسة والطاقة. وأشادت السفيرة بنيعيش بالتزام "بالياريا"، مؤكدة أن المشروع "سيعزز العلاقات بين البلدين". كما أشاد المسؤولون الإسبان بالمشروع وأثره الإيجابي على السياحة. وتعتمد السفن على تصميم مشابه لعبارتي "إليانور روزفلت" و "مارغريتا سالاس"، ولكن مع تحسينات لتتناسب مع موانئ طريفة وطنجة المدينة. وتبلغ سعة كل سفينة 804 ركاب و225 سيارة.