تنتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي صور رقمية تُظهر مشاهد حضرية محسنة لعدد من الفضاءات العمومية بمدينة طنجة، من بينها كورنيش مرقالة، واجهات شاطئية، وساحات مشاة وسط الاحياء. وتقدم هذه الصور، التي جرى توليدها عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، تصورا بصريا لما يطمح اليه بعض المستخدمين من تحسينات عمرانية ومعمارية في محيطهم اليومي. وتعتمد هذه الصور، في مجملها، على محاكاة رقمية لمواقع قائمة فعليا داخل المدينة، حيث تُعرض بحلة جديدة تتضمن ارصفة مرصوفة بعناية، اعمدة انارة متناظرة، مناطق خضراء منظمة، واثاث حضري ذي طابع عصري. وتُرفق غالبا بتعليقات قصيرة على غرار "كما يتمناها الطنجاويون" او "هكذا يمكن ان تكون مدينتنا". وتتزامن هذه الموجة من المحتوى البصري مع تنفيذ سلسلة من مشاريع التهيئة الحضرية في طنجة، تشمل تحسين الارصفة، اعادة تأهيل الكورنيشات، وتعزيز الانارة العمومية بعدد من النقاط الساحلية والمراكز الحضرية. وتعرف المدينة دينامية عمرانية متواصلة، تشمل احياء قديمة واخرى حديثة التوسع، في اطار برامج تتوزع بين مختلف الفاعلين والمتدخلين العموميين. وتتيح الادوات الرقمية المستعملة، وعلى راسها منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي، امكانية تصميم صور واقعية المظهر انطلاقا من اوصاف نصية، او عبر تعديل مشاهد قائمة لتقديم نسخة بديلة منها. ولا تتطلب هذه العمليات معرفة تقنية متقدمة، ما جعل استخدامها يتوسع لدى جمهور واسع من المستخدمين. وتُتداول هذه الصور في صفحات ومجموعات محلية على شبكات التواصل، الى جانب مقارنات احيانا بين المشهد الاصلي ونموذجه التوليدي. كما تشهد تفاعلا ملحوظا من طرف المستخدمين الذين يتقاسمونها مع تعليقات تتراوح بين الاعجاب والمطالبة بتجسيدها على ارض الواقع. وفي الوقت الذي لا تصدر اي مواقف رسمية بخصوص هذه الصور، تُسجل تزايدا في استخدامها كمادة تواصلية تعبر عن انتظارات عدد من السكان بشأن شكل الفضاء العام وجودته. ويشمل هذا النوع من المحتوى مناطق متعددة من المدينة، من ضمنها كورنيش طنجة، وساحة مرشان، ومدارات رئيسية داخل المجال الحضري. وتبقى هذه الصور، رغم طابعها الافتراضي، حاضرة في النقاشات الرقمية حول شكل المدينة ومستوى تنميتها، وسط اهتمام متزايد بمتابعة التغيرات التي تعرفها طنجة في بنيتها التحتية ومشهدها العمراني.