أثار مقطع فيديو يوثّق لحظة زواج رجل خليجي من شابة مغربية تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما انتشرت مشاهده بشكل فيروسي، وخلّفت ردود فعل متباينة جمعت بين الإعجاب، السخرية، والانتقاد المغلف برسائل اجتماعية غير مباشرة. الفيديو أظهر مشاهد وصفت ب"الحميمية والبسيطة"، حيث ظهر العريس بزيّه الخليجي وهو يقبّل جبين عروسه المغربية ويتبادلان حبات التمر في لقطة بدت وكأنها مقتبسة من فيلم كلاسيكي، قبل أن يحتضنها من خصرها لالتقاط صورة تذكارية وسط ابتسامات ظاهرة واحتفاء عائلي تلقائي، فيما بدا شقيق العروس أكثر حماسة من الجميع. غير أن ما فجّر النقاش ليس الفيديو في حد ذاته، بل ما اعتُبر "نقيضاً صارخاً" لما يواجهه كثير من الشباب المغاربة عند التقدم للزواج، حيث أعرب معلقون عن استغرابهم من غياب الأسئلة المعتادة حول الوظيفة، المسكن، الراتب، ومواصفات الشكل، معتبرين أن بساطة الزواج كشفت بطريقة غير مباشرة عن تعقيدات مجتمعية تُثقل كاهل الشباب المغربي. وتداولت صفحات ساخرة منشورات تقول إن العريس الخليجي لم يُسأل عن ممتلكاته ولا عن "كم يبلغ طوله"، ولم يَطلب أحد منه "إحضار اثنين من كل شيء"، في تلميح إلى بعض المبالغات التي تميّز تقاليد بعض الأسر المغربية في مناسبات الخطبة والزواج. وذهب بعض المعلقين إلى القول إن نفس المشاهد، لو صدرت عن شاب مغربي، لاعتُبرت "تمثيلاً لا أكثر"، بينما تُمنح العفوية والمحبّة مصداقية أكبر عندما يكون العريس أجنبياً. وكتب أحدهم ساخراً: "لو كان مغربياً، لسُئل عن الذهب، ولماذا لم يحضر والديه، وماذا يعمل بالضبط". في خضم هذه التعليقات، استعاد عدد من المتابعين النقاش حول ارتفاع تكاليف الزواج والشروط المرهقة، محذّرين من أن هذه الممارسات تساهم في تنفير الشباب من فكرة الزواج، وتحوّل الرباط العاطفي إلى عبء اجتماعي لا يُطاق. الواقعة، وإن بدت في ظاهرها بسيطة، أعادت فتح جراح نقاش قديم حول التفاوت بين الرغبة في بناء علاقة عاطفية صحية، وبين ثقل التوقعات الأسرية والاجتماعية، ليتحوّل زواج مغربية بخليجي إلى مرآة ساخرة تعكس مفارقات الواقع المغربي.