طنجة.. توقيف المتورط الرئيسي في سرقة قبعة "كوتشي" بحي بئر الشعيري    "كان فوتسال السيدات" يفرح السايح    عادل الفقير    محمد وهبي: كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة (مصر – 2025).. "أشبال الأطلس" يطموحون للذهاب بعيدا في هذا العرس الكروي    حكومة أخنوش تُطلق أكبر مراجعة للأجور والحماية الاجتماعية    الملك يهنئ أعضاء المنتخب الوطني لكرة القدم داخل القاعة للسيدات بمناسبة فوزه بكأس إفريقيا للأمم 2025    نواب بريطانيون عن الصحراء المغربية: مخطط الحكم الذاتي محفّز حقيقي للتنمية والاستقرار في المنطقة بأكملها    سيدات القاعة يفلتن من فخ تنزانيا في ليلة التتويج بلقب كأس إفريقيا    افتتاح فندق فاخر يعزز العرض السياحي بمدينة طنجة    ترامب يستقبل رئيس الوزراء الكندي    انطلاقة أشغال المركز الفيدرالي لتكوين لاعبي كرة القدم بالقصر الكبير    منتخب المغرب لأقل من 20 سنة يدخل غمار كاس افريقيا للأمم غدا بمصر    بهدف قاتل.. منتخب السيدات للفوتسال يتوج بلقب الكان في أول نسخة    زخات رعدية مصحوبة بتساقط البرد وهبات رياح قوية مرتقبة بعدد من أقاليم المملكة    جهة طنجة-تطوان-الحسيمة تتصدر تعيينات الأطباء المتخصصين لسنة 2025 ب97 منصباً جديداً    طنجة .. كرنفال مدرسي يضفي على الشوارع جمالية بديعة وألوانا بهيجة    عبد النباوي: العقوبات البديلة علامة فارقة في مسار السياسة الجنائية بالمغرب    الاستيلاء على سيارة شرطي وسرقة سلاحه الوظيفي على يد مخمورين يستنفر الأجهزة الأمنية    خبير صيني يحذر: مساعي الولايات المتحدة لإعادة الصناعات التحويلية إلى أراضيها قد تُفضي إلى نتائج عكسية    تجار السمك بالجملة بميناء الحسيمة ينددون بالتهميش ويطالبون بالتحقيق في تدبير عقارات الميناء    سلطات سوريا تلتزم بحماية الدروز    مأسسة الحوار وزيادة الأجور .. مطالب تجمع النقابات عشية "عيد الشغل"    القصر الكبير.. شرطي متقاعد يضع حداً لحياته داخل منزله    موتسيبي: اختيار لقجع قناعة راسخة    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الأخضر    إدريس لشكر …لا ندين بالولاء إلا للمغرب    المغرب يتلقّى دعوة لحضور القمة العربية في العراق    المغرب يواجه حالة جوية مضطربة.. زخات رعدية وهبات رياح قوية    مُدان بسنتين نافذتين.. استئنافية طنجة تؤجل محاكمة مناهض التطبيع رضوان القسطيط    الإنتاج في الصناعات التحويلية.. ارتفاع طفيف في الأسعار خلال مارس الماضي    الشخصية التاريخية: رمزية نظام    فلسفة جاك مونو بين صدفة الحرية والضرورة الطبيعية    دراسة.. الأوروبيون مستعدون للتخلي عن المنتجات الأميركية    وزارة الأوقاف تحذر من الإعلانات المضللة بشأن تأشيرات الحج    العراق ولا شيء آخر على الإطلاق    إلباييس.. المغرب زود إسبانيا ب 5 في المائة من حاجياتها في أزمة الكهرباء    مسؤول أممي: غزة في أخطر مراحل أزمتها الإنسانية والمجاعة قرار إسرائيلي    انطلاق حملة تحرير الملك العام وسط المدينة استعدادا لصيف سياحي منظم وآمن    العلاقة الإسبانية المغربية: تاريخ مشترك وتطلعات للمستقبل    الإمارات تحبط تمرير أسلحة للسودان    ندوة وطنية … الصين بعيون مغربية قراءات في نصوص رحلية مغربية معاصرة إلى الصين    رحلة فنية بين طنجة وغرناطة .. "كرسي الأندلس" يستعيد تجربة فورتوني    ابن يحيى : التوجيهات السامية لجلالة الملك تضع الأسرة في قلب الإصلاحات الوطنية    فيلم "البوز".. عمل فني ينتقد الشهرة الزائفة على "السوشل ميديا"    المغرب يروّج لفرص الاستثمار في الأقاليم الجنوبية خلال معرض "إنوفيشن زيرو" بلندن    مهرجان هوا بياو السينمائي يحتفي بروائع الشاشة الصينية ويكرّم ألمع النجوم    جسور النجاح: احتفاءً بقصص نجاح المغاربة الأمريكيين وإحياءً لمرور 247 عاماً على الصداقة المغربية الأمريكية    مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي تمنح جائزة عبد الرحمن الصديقي الدكالي للقدس    حقن العين بجزيئات الذهب النانوية قد ينقذ الملايين من فقدان البصر    اختبار بسيط للعين يكشف احتمالات الإصابة بانفصام الشخصية    دراسة: المضادات الحيوية تزيد مخاطر الحساسية والربو لدى الأطفال    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظاهرة زواج المغربيات بالخليجيين:ماذا تقول بنات الدار البيضاء عن رجال الخليج؟!
نشر في أسيف يوم 15 - 09 - 2006

نشر موقع دنيا الوطن مؤخرا استطلاع حول ظاهرة زواج المغربيات بالخليجيين:ماذا تقول بنات الدار البيضاء عن رجال الخليج؟! وقد جاء في هدا الاستطلاع يكفي القيام ببحث بسيط في شبكة الإنترنت وعن طريق أي محرك للبحث بإدخال كلمتي «المغربيات» و«الخليج» للوقوف على الصورة السلبية التي أصبحت تعاني منها المرأة المغربية لدى الرأي العام الخليجي. ف «مجموعات النقاش» كثيرا ما تنتقد المغربيات، وما زالت قضية زواج الخليجيين من المغربيات، أو مشاريع الزواج تثير الكثير من الجدل، فماذا تقول بنات الدار البيضاء عن هذه الظاهرة؟كانت واجمة أمام أمواج المحيط العاتية. نظراتها كانت مسافرة إلى البعيد، وبين يديها شدت هاتفها المحمول بإحكام، بعدما وضعت السماعة في أذنها اليمنى.قالت إنها تنتظر مكالمة مهمة يتوقف عليها مستقبلها كله. ولما علمت أن الموضوع هو زواج المغربيات بالخليجيين أطلقت ضحكة وقالت «هل تصدق أنني أنتظر مكالمة من رجل سعودي. لقد تعرفت عليه منذ مدة عبر شبكة الإنترنت. والآن صار الأمر كله بيدي، لقد طلب مني الزواج. وسيكلمني بعد قليل لأعلن له عن قراري النهائي».
حكت حليمة التي لم يتجاوز سنها العقد الثاني كيف نشأت بين أسرة فقيرة وتوقفت قبل أن تستأنف الحديث «الفقر كلمة لا تفي بالغرض لوصف الوضع الذي عشنا فيه أنا وأسرتي الكبيرة العدد».تقلبت في العمل بين عدة مصانع للنسيج في الدار البيضاء، لكن أحوالها لم تتغير كثيرا، كانت المداخيل لا تكفي إلا لتغطية جزء من متطلبات حياتها الشخصية وبعض من مصاريف أسرتها.دمعت عيناها ثم ابتسمت وهي تقول ان العريس الخليجي الذي حظيت به أرمل وله ابنة واحدة، وهذا امر يدعو للتفاؤل، ولما اهتز الهاتف بين يديها انتفضت قليلا وعادت خطوات إلى الوراء لتحافظ على سرية المكالمة. لم يدم حديثها في الهاتف إلا دقائق معدودات. وعادت بأحسن حال من الأول. بدت هذه المرة أكثر إشراقا. وقالت على بعد أمتار «صافي قُضي الأمر».هل هي محض مصادفة أن تقرر حليمة في شاطئ عين السبع بالدار البيضاء هكذا وتعلن موافقتها «مباشرة على الهواء» كأنه تصويت ب «الرسائل المكتوبة القصيرة» على المشاركين في برامج تلفزيون الواقع؟ هل هذا يدل على أن زواج المغربيات بالخليجيين أصبح «ظاهرة» تلزم التوقف عندها، أم هي فقط حالة لا يمكن بأي حال من الأحوال، تعميمها أو إعطاؤها حجما أكبر من حجمها؟رشيدة وأخرياتفي جهة شاطئية أخرى من الدار البيضاء وبمنطقة «العنق» القريبة من عين الذئاب كانت تقيم وتعمل رشيدة. نشأت في أحضان أسرة أمازيغية محافظة وتفانت في دراستها حتى نالت «دبلوم الدراسات الجامعية العامة» في الأدب الإنجليزي. وأصبحت موظفة. لم تكن أسرتها غنية، وكانت تعيش حياة الكفاف. لم يكن معاش والدها العسكري المتقاعد كافيا لتغطية جميع مصاريف الأسرة مما جعلها تلتزم بجزء من النفقات. تعيش رشيدة الآن في السعودية بعدما تزوجت من مصري. تقول نجلاء «صديقة عمر» رشيدة إن ذلك الزواج كان خطأ فادحا. لقد كان ردة فعل أكثر من أي شيء آخر. لقد كانت تحب شابا آخر يعمل معها في نفس الإدارة. وكان عليها في وقت من الأوقات أن تختار ما بين هذا الموظف والزواج من أجنبي، وهي الفكرة التي كانت تراودها كثيرا خصوصا عندما كانت تتردد عليها في الإدارة «نساء الكات الكات» وهي التسمية التي يطلقها أبناء المنطقة على المغربيات المتزوجات من الخليجيين في إشارة إلى حياتهن المترفة، كانت أيضا تشاهد هؤلاء النسوة في «سوق لهجاجمة» القريب من سكناها و«سوق بدر» الذي لا يبعد عنه كثيرا اللذين كانا يشهدان تسوقهن المثير للانتباه بكمية المقتنيات وجودتها وأيضا لمشهد الخادمة والسائق الذي يحمل «القفتين» الكبيرتين. لما عرض عليها زميلها الموظف الزواج رفضت بالرغم من حبها له وحبه لها. لم تكن في الواقع، تضيف نجلاء، مقتنعة بهذا الرفض، بل كانت تعتبره «نوعا من الدلال فقط»، انتظرت أن يلح عليها في الطلب لكنه لم يفعل، بعد أيام علمت أنه خطب فتاة أخرى وتزوجها على وجه السرعة، كانت صدمة رشيدة قوية وبدأت تفكر بجدية في الزواج من خليجي وحتى من أجنبي سواء كان من أوروبا أو أمريكا، تعرفت بعد مدة قليلة برجل مصري يعمل في السعودية، اعتقدت أنه سيغير كثيرا في وضعها المادي. لكنها اكتشفت في النهاية أنه أستاذ يعمل في إطار «إعارة» وفضلا عن ذلك فهو متزوج في بلاده ولديه أطفال. لا يسمح لها الآن بالتردد على وطنها وأسرتها. وختمت بالقول بعد أن أخذت نفَسا طويلا: «لقد كان زواجها فاشلا وزوجها يصر على التمادي في استعبادها على حساب سعادتها وعمرها الذي سرق منها في لحظة ضعف».استطلاعأجرت «سيدتي» حول الموضوع استطلاعا مع بنات الدار البيضاء واكتشفت الحديث بكثرة عن ظاهرة زواج المغربيات بالخليجيين، وفي دردشة جماعية مع مجموعة من الطالبات حكين أن أستاذة لهن ناقشت الموضوع معهن في الفصل، فقد صار في نظرها «ظاهرة» حقيقية تستحق الدراسة، أخبرتهن أن هذا النوع من الزواج مرفوض اجتماعيا بالرغم من أن له كثيرا من إمكانيات النجاح. ليس أقلها في نظرها انتفاء المشاكل المادية التي تكون عادة من وراء انفجار العلاقات الزوجية.حكت الأستاذة أن فتاة تعرفها حق المعرفة، كانت تلهو بالهاتف فركبت رقما بشكل عشوائي أوصلها بشاب من دولة قطر. ومنذ ذلك الحين بدأ يحادثها لساعات عبر الهاتف دائما إلى أن وصل الأمر إلى مجيئه إلى المغرب والزواج منها. تم كل شيء على ما تشتهي الفتاة. ولأسباب خاصة بالنظام القانوني القطري لم يستطع العريس أن يأخذ معه عروسه إلى بلاده. ومع ذلك فهو يأتي بين الحين والآخر إلى المغرب ليقيم مع زوجته بضعة أيام. استمرت العلاقة وأثمرت بإنجاب طفل ينتظر اليوم الذي سيزور فيه البلد الذي يحمل جنسيته.هل هذه القصة «حالة دراسية» أم دعوة مباشرة للسير على خطى هذه المرأة أم هو الواقع بعينه يفرض التعامل معه بإيجابية دون زيادة أو نقصان؟ سألنا مريم 17 سنة (طالبة) فأجابت:*أجد زواج المغربيات من الخليجيين فكرة غير منطقية، إذ لا بد في الزواج من مراعاة عدة خصوصيات منها ثقافة أهل البلد وعاداتهم وتقاليدهم. إنه زواج غير ناجح وإن كتب له النجاح فلن يكون ذلك إلا استثناء، فمن اللائق والأفيد إذن أن تتزوج المغربيات بأبناء بلدهن عوض الهروب إلى أحضان الآخر، فعلى الأقل نعلم سلبيات وإيجابيات الرجال المغاربة ونعلم طريقة التعامل معهم على عكس الخليجيين. أما عتيقة 22 سنة (عون إعلام بشركة) فترى أولا من تتزوج بخليجي لا تفعل ذلك إلا بدافع مادي. قد يكون ذلك «مكتوبا» عليها (مقدرا عليها)، لكن أغلب الظن في مثل هذا الزواج هو أن وراءه الرغبة في الحصول على المال الوفير، لدي صديقة تضيف عتيقة تعرفت على سعودي عبر الإنترنت وتطورت العلاقة إلى زواج وانتقلا للإقامة في المملكة العربية السعودية. المشكل الوحيد هو أن هذا الرجل متزوج بامرأة أخرى من بلاده، عدا هذا فهما ينتظران مولودا وصديقتي تحكي لي أنها سعيدة مع زوجها، شخصيا أرفض مثل هذا الزواج وأفضل أن أرتبط بشاب مغربي أفهمه ويفهمني عوض أن أكرس الصورة السلبية للمغربيات لدى أهل الخليج. وتقول فاطمة الزهراء 24 سنة (فندقية):لماذا لا أتزوج من خليجي؟ لا تكره أي فتاة أن تتزوج، لكن لا بد أن يكون الزواج حقيقيا وليس زواجا يقصد منه المال أو الشهرة. ليس لدي مشكلة في أن أتزوج برجل خليجي يحبني وأحبه، وقادر ماديا على نفقاتي. هذه هي شروطي في الزوج الخليجي، خارج هذه الشروط يصبح الأمر طمعا، كثيرات هن الفتيات اللواتي يتمنين الزواج من منطقة الخليج، فقط لاعتقادهن أن ذلك سيكسبهن كثيرا من المال، وفي نهاية المطاف لا يستفيد لا الزوج ولا الزوجة. فهي قد خسرت نفسها وهو خاسر بفكرة استغلال إمكانياته المادية. وتتساءل خديجة 25 سنة (صحفية) قائلة:ما الفرق بين الرجل الخليجي والمغربي؟ تجمعنا ثقافة عربية وتقاليد مشتركة ولا نختلف إلا في أشياء قليلة. فإذا التقيت بأحدهم (خليجي) وإذا توفرت فيه الشروط التي أراها ضرورية في زوج المستقبل، فما المانع من ذلك؟ المهم لدي هو توافق الزوجين على الثوابت التي سوف يحددانها لمسارهما الأسري ولا أظن أن الجنسية تؤثر على هذا المعطى إن أُحسن استثماره على قناعات مسبقة دون الاستناد إلى اعتبارات هامشية أخرى، قد يكون سيدها الطمع وتحسين الوضعية المادية. ففي هذه الحالة الفشل هو نتيجة حتمية لهذا الزواج ولو لم يحدث الطلاق لأن المشاعر تكون موجهة في هذه الحالة بطريقة براغماتية محضة. وتربط لمياء، 18 سنة (تلميذة في الثانوي) الزواج بالضائقة المالية أو أنه فعلا إعجاب برجال الخليج سواء فيما يتعلق بلباسهم أو لهجتهم أو شخصيتهم وقد تتعدى ذلك إلى أسباب أخرى حسب كل فتاة، تشرح موقفها قائلة: أقبل الزواج من خليجي بدون شروط، وكيفما كان هذا الخليجي. أنا اعرف فتيات مغربيات تزوجن من خليجيين ونجحن في ذلك بالرغم من كراهية حمواتهن لهن واللواتي يكرهن المغربيات بشكل عام. لكن في الوقت الراهن تسير الأمور إلى أحسن وبدأت تختفي المشاكل وأصبحن يعشن كما لو أنهن في إطار زواج خليجي بخليجية، وطبعا الأزواج يسهلون المأمورية على زوجاتهم المغربيات. وتمضي زميلتها ماجدة 17 سنة (تلميذة في الثانوي) قائلة:أحيانا تؤدي ظروف معينة بفتيات مغربيات إلى المغادرة إلى الخليج للبحث عن زوج، وقد تجد بعضهن أزواجا هنا صدفة. قد يقع ذلك مثلا في «توين سانتر» (المركز التجاري الشهير بالدار البيضاء) حيث تجد هناك فتيات لا همَّ لهن سوى الالتقاء برجل من الإمارات أو السعودية. يفعلن ذلك للخروج من «القهرة» أي (الشعور بالقهر بسبب الفقر) التي يعشن فيها. إضافة إلى ذلك هناك بعض النساء اللواتي ينظمن رحلات إلى الخليج للعمل أو الزواج. لكن هذا العمل قد يصبح أحيانا ممارسة للرقص أو الانحراف، إذا شعرتُ بأنني محتاجة إلى زوج خليجي وأحسست بأنه سيسعدني في حياتي وتمكنت من حبه فلماذا لا أتزوجه؟ أما إذا لم أحبه فلن أقبل به كيفما كانت ظروفه المالية. لدي شروط أساسية في مثل هذا الزواج، وهي ألا يكبرني كثيرا في السن، ولا تكون لديه مشاكل قانونية سواء بنكية أو غيرها حتى لا يورطني معه في إشكالات أنا في غنى عنها، ومع ذلك أقول لو اجتمعت هذه الشروط في مغربي فأنا سأفضل المغربي بدون تردد. مغربية: مغربيات كثيرات تزوجن خليجيين ونجحن في زواجهن رغم كراهية حماواتهن لهن!أجرت «سيدتي» استطلاعا للرأي حول «ظاهرة» زواج المغربيات من الخليجيين بمدينة الدار البيضاء. ولهذا الغرض اعتمدت وسيلة استمارة رأي عينة من الفتيات المغربيات حول الموضوع. العينة شملت 50 فتاة. والاستمارة ضمت فقط أربعة أسئلة هي:1. ما رأيك في الفتيات أو النساء المغربيات اللواتي يتزوجن من خليجيين؟2. ما الداعي إلى مثل هذا الزواج، في رأيك؟3. هل إذا عرض عليك زواج من هذا النوع، ستقبلينه؟ ولماذا؟ وفي حالة الإيجاب ماهي شروطك في الزوج الخليجي؟4. هل سبق لك أن قمت بأي مبادرة في هذا الاتجاه (الدردشة عبر الإنترنت وغيرها)؟ وما طبيعة المبادرة وما نتيجتها؟وكانت نتائج الاستطلاع كما يلي:31 فتاة (62 %) كان لهن رأي سلبي في الموضوع وبدا ذلك من خلال السؤال الأول، وتحدثن مباشرة عن كون من يقبلن بهذا النوع يطمعن في المال ووصفن من البعض ب «الفاسقات» و«قليلات الحياء» و«تافهات» و«مستهترات» ومنهن من أوردت أن سمعة بعض الخليجيين «غير جيدة».وهؤلاء أجبن على السؤال الثاني بأن الداعي هو: الهروب من الفقر، المال، الطمع، الطموح، زوج مختلف بثقافة مختلفة، داع مادي، البحث عن امرأة متفتحة من طرف الرجل الخليجي، التسلية، الرغبة في مغادرة المغرب، الحب، الاستغلال، البعد عن الدين، مشاهدة بعض المسلسلات الخليجية، مشاكل عائلية، الهروب من العنوسة، تحسين المستوى المعيشي.ضمن نفس هذه المجموعة (31 فتاة المذكورة) 23 فتاة يرفضن مثل هذا الزواج (السؤال الثالث) و8 يقبلنه بشروط من قبيل: الاحترام، الزواج الإسلامي، معرفة الحقوق.حول السؤال الرابع 13 أجبن بأنهن اتخذن المبادرة، 12 عبر الإنترنت وواحدة عبر الهاتف و18 فتاة صرحن بأنهن لم يسبق لهن اتخاذ مبادرة من هذا النوع. 19 فتاة انقسمن بين مؤيدة لهذا الزواج ومحايدة. 13 (26%) لهن رأي إيجابي وبقيت 6 (12 %) على الحياد اعتبرن المسألة شخصية أو تتعلق بكل حالة على حدة.بالنسبة ل13 فتاة المؤيدات لهذا الزواج يكون الداعي: تكوين اسرة مسلمة، تأمين متطلبات الحياة الزوجية، البحث عن النصف الآخر، البحث عن السعادة الكاملة، عاملا ماديا، الاستقرار، العيش في مستوى أحسن، التعرف على ثقافة أخرى.و12 منهن يقبلن بمثل هذا الزواج وواحدة ترفضه. و6 صرحن بأنهن اتخذن المبادرة عبر الدردشة في الإنترنت و6 صرحن بأنهن لم يقمن بذلك.بالنسبة للمحايدات (6 فتيات)، في معرض دواعي الزواج من الخليجيين ذكرن المال والفقر وظروفا اجتماعية وعاطفية.فتاتان اشترطتا للقبول بمثل هذا الزواج شروطا معينة و4 رفضنه قطعا وصرحن جميعهن (6) بعدم اتخاذ أي مبادرة في هذا الاتجاه.باحث اجتماعي: لولا الفقر لما تزوجت ابنة الدار البيضاء من الخليجي!علم الاجتماعيقول عبد الرحيم العطري (أخصائي علم الاجتماع) عن الموضوع: *أولا علينا أن نتساءل عن الصورة التي ترتسم في الذهن عن الرجل الخليجي، أي ما هو البورتريه المحتمل الذي ترسمه المرأة بل والرجل أيضا في المغرب عن هذا القادم من الخليج العربي، كيف نتمثل هذا الزوج المفترض؟ لأن الجواب على هكذا سؤال سيضعنا مباشرة أمام ما نروم كشفه وتحليله. فالصورة النمطية
والجاهزة التي تنغرس في الوعي الجمعي عن الزوج الخليجي هو أنه من يحوز رساميل مادية يمكن أن تساعد جدا في الحراك الاجتماعي والتحرر بالتالي من الفقر والعطالة، فالتمثل هنا يظل سوسيواقتصاديا بامتياز، بحيث لا يتم تمثله إلا كرصيد بنكي لا ينضب، وهذا ما يجعل اللهاث وراء الزواج من الخليج ظاهرة بارزة جدا في مشهدنا المغربي.فيكفي للمتأمل أن يمارس نوعا من السوسيولوجيا العفوية في رحاب مقاهي الإنترنيت، ليجد أن فتياتنا صرن بقدرة قادر لا يتكلمن غير اللهجات الخليجية، لكن ولأن صورة الخليجي صارت مهزوزة في السنوات الأخيرة، بحيث أنها صارت مقرونة ببعض الفضائح، فالكثيرات من النساء يصرحن علنا، وكما جاء في نتائج الاستطلاع، بتبرمهن من هذه الزيجة التي يكون فيها الطرف الثاني من الخليج، ويضعن بالتالي شروطا صعبة لإمكان انبناء هذه الزيجة، لكن بمقابل ذلك كله نلاحظ لهاثا منقطع النظير نحو هذه الزيجات ومن غير أي شرط من شروط الكرامة.من الناحية المبدئية فالزواج من خليجي أو غيره لا يعد مشكلة في حد ذاته، لأن المشكلة تتحدد في شروط إنتاج هذا الزواج، فلو كانت الأمور متأسسة قبلا على التفاهم والاحترام، فهذا لا يثير أي إشكال، لكن عندما يحضر هاجس الصفقة والاستفادة المادية، من وراء هذا الزواج، فحينئذ يمكن تخمين مختلف الصعوبات والأعطاب القصوى التي تتهدد هكذا زواج، وتساهم في إنتاج صورة نمطية أيضا عن مثل هذه الزيجات، التي يحكم عليها بالفشل منذ البدء، لأنها ممهورة بلغة الربح والخسارة.لكن الملاحظ أيضا أن اللهاث وراء الزواج من الخليجي تحديدا أو الأجنبي بصفة عامة لا يقف وراءه العامل الثقافي المفتوح على التحولات الثقافية الكبرى للمجتمع، بل تقف وراءه عوامل الفقر والهشاشة، وهنا مبعث القلق والخطر، فمن أجل حفنة دراهم يمكن للمرء أن يبيع قيمه ويرضى بزيجات محكوم عليها بالفشل منذ لحظتها الأولى، فقط لأنها محسوبة بلغة الدرهم والسنتيم، فكيف السبيل إلى الخروج من هكذا وضع فادح؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.