برزت مدينة طنجة من جديد كمحرك رئيسي للدينامية الصناعية التي يشهدها المغرب، بحسب ما أفادت به صحيفة "إل إكونوميستا" الإسبانية، التي ربطت بين الأداء الإيجابي لقطاع صناعة السيارات في البلاد وتوسع الأنشطة الإنتاجية بالمنطقة الشمالية، خصوصًا في طنجة والقنيطرة. جاء ذلك في المقال الذي نشرته الصحيفة تحت عنوان "المغرب يتحول إلى إسبانيا منخفضة التكلفة… بفضل الطفرة في قطاعي السيارات والسياحة التي تدفع باقتصاده نحو سماء الاستثمار". وذكرت الصحيفة أن مصانع التجميع والتصنيع التي تحتضنها مدينة طنجة، ولا سيما ضمن المنظومة الصناعية المرتبطة بميناء طنجة المتوسط، تشكل اليوم أحد أعمدة التوسع السريع الذي يعرفه القطاع، مشيرة إلى أن الأرقام الأخيرة تعكس طفرة غير مسبوقة في حجم الإنتاج والتصدير، بفعل قدرات لوجستيكية عالية وموقع جغرافي استثنائي. وأبرزت اليومية الاقتصادية أن الاستثمارات الصناعية في طنجة استفادت من سلسلة عوامل متكاملة، تشمل القرب من أوروبا، وتوفر بنية تحتية تنافسية، وكلفة تشغيل مغرية، ما جعل المدينة وجهة مفضلة لعدد من الشركات متعددة الجنسيات، وفي مقدمتها مجموعة "رونو" التي تواصل تعزيز حضورها منذ سنوات. كما لفتت الصحيفة إلى أن الارتفاع المسجل في إنتاج السيارات، بنسبة تجاوزت 36 في المائة خلال سنة واحدة، يعود في جزء كبير منه إلى الأداء القوي لوحدات التصنيع في طنجة، والتي تندمج بشكل كامل في سلاسل التوريد الإقليمية والعالمية، ما يرسّخ موقع المدينة ضمن الخارطة الصناعية الأورومتوسطية. وبينما توقعت الصحيفة أن تستقطب المملكة مزيدًا من الاستثمارات في السنوات المقبلة، شددت على أن المناطق الصناعية في طنجة تُعد من بين الأكثر قدرة على مواكبة هذه الطفرة، بفضل تهيئة عمرانية موجهة نحو التصنيع، واندماج تدريجي في منظومة الطاقات المتجددة، وهو ما يشكل ورقة ضغط إضافية لجذب المستثمرين.