تشير التقديرات الرسمية إلى أن أشغال النفق البحري المزمع إنجازه بين طنجة وطريفة لن تنطلق قبل أفق 2040، في ظل التحديات التقنية والمالية المرتبطة بالمشروع. النفق، الذي يمتد على نحو 42 كيلومترا منها 27,7 كيلومترا تحت البحر، يخضع لإشراف الشركة الوطنية للدراسات بين المضيق (سند) من الجانب المغربي، والشركة الإسبانية لدراسات الاتصالات الثابتة عبر المضيق (سيسيغسا) من الجانب الإسباني، في إطار اتفاق ثنائي قائم منذ 1981. في هذا السياق، أسندت شركة إينيكو الإسبانية دراسة الجدوى الاقتصادية بتمويل من برنامج الجيل الجديد للاتحاد الأوروبي، فيما تتكلف شركة ألمانية متخصصة بإنجاز أبحاث جيولوجية دقيقة في منطقة كامارينال، المعروفة بتركيبتها الصخرية المعقدة. كما وقعت سيسيغسا عقدا مع فودافون المملكة المتحدة لضمان الربط التقني عالي السرعة لفائدة الفرق العلمية. وزارة النقل والتنقل والأجندة الحضرية الإسبانية قدّرت التكلفة الإجمالية للمشروع بما يفوق 15 مليار يورو، مؤكدة أن الجدول الزمني الواقعي يضع بداية الأشغال ما بين 2040 و2050، بالنظر إلى طول فترة الدراسات التفصيلية والإجراءات المالية والبيئية اللازمة. ورغم ذلك، تؤكد مدريد والرباط على الأهمية الجيوستراتيجية لهذا الربط القاري، باعتباره مشروعا مهيكلا لتعزيز التواصل بين أوروبا وإفريقيا، مع بقاء التنفيذ رهينا بتعبئة موارد استثمارية كبرى وتوافق سياسي على المستوى الإقليمي والدولي.