وسط موجة ارتفاع أسعار الطاقة في عدد من دول العالم، وجدت شائعة جديدة طريقها إلى شبكات التواصل الاجتماعي، تزعم أن مغناطيسات الزينة المعلقة على أبواب الثلاجات مسؤولة عن ارتفاع استهلاك الكهرباء. لكن عدداً من الشركات العالمية الرائدة، من بينها "Bosch" و"LG"، سارعت إلى تفنيد هذه الادعاءات، معتبرة إياها "خاطئة علميًا ولا أساس لها". وأكدت شركة "Bosch" أن الحقول المغناطيسية الناتجة عن هذه الزينة ضعيفة للغاية، ولا تتجاوز 0.005 تسلا، أي أقل بكثير من الحدود التي يمكن أن تؤثر على أنظمة التبريد أو الحساسات الداخلية للثلاجات. وأوضحت أن السبب الرئيسي في فواتير الكهرباء المرتفعة مرتبط بسلوك المستهلك وظروف تشغيل الأجهزة وليس بالمغناطيسات. دراسات علمية تدحض الادعاء دراسة علمية حديثة نُشرت سنة 2022 في مجلة Applied Physics Reviews دعمت الموقف ذاته، وأوضحت أن الحقول المغناطيسية الثابتة التي تقل عن 0.01 تسلا لا تولّد تغييرات قابلة للقياس في المواد الحديدية أو المكونات الحرارية للأجهزة، تحت الظروف العادية. من جانبها، أدرجت شركة "LG" ضمن قسم الأسئلة الشائعة في موقعها الرسمي توضيحًا مفاده أن "المغناطيسات الزخرفية لا تؤثر على الأداء الكهربائي أو الميكانيكي للثلاجة، ولا تسبب أي تأثير على جودة حفظ الطعام". ما الأسباب الحقيقية لارتفاع استهلاك الثلاجات؟ تشير التقديرات إلى أن الثلاجات تستهلك ما بين 5 إلى 8% من إجمالي الطاقة الكهربائية في المنازل، وترتفع هذه النسبة في فصل الصيف أو مع سوء الاستخدام. ومن أبرز السلوكيات التي تؤدي إلى زيادة في الاستهلاك: * فتح باب الثلاجة بشكل متكرر، ما يسمح بدخول الهواء الدافئ ويجبر الجهاز على العمل أكثر. * وضع الطعام الساخن مباشرة داخل الثلاجة. * تحميل الثلاجة بشكل مفرط أو تركها شبه فارغة، ما يؤثر على دوران الهواء البارد. * ضبط درجة حرارة منخفضة جدًا، بشكل غير ضروري. * تراكم الثلج أو انسداد ملفات المكثف. * وضع الثلاجة في أماكن حارة أو غير جيدة التهوية، خصوصًا قرب الأفران أو تحت أشعة الشمس المباشرة. وفي هذا السياق، نصحت شركة "Endesa" الإسبانية بتوفير مسافة لا تقل عن 10 سنتيمترات خلف الثلاجة لتسهيل تصريف الحرارة، وتفادي تراكم الغبار حول المكثف الخلفي، ما يساهم في الحفاظ على كفاءة الجهاز. خطوات بسيطة لتقليل الاستهلاك من أجل خفض استهلاك الكهرباء دون المساس بكفاءة حفظ الطعام، توصي الشركات والمختصون باتباع عدد من الإجراءات، أبرزها: * ضبط حرارة الثلاجة بين 4 و6 درجات مئوية، والفريزر على -18 درجة. * تبريد الطعام قبل إدخاله إلى الثلاجة. * تنظيف المكثف وأختام الأبواب مرتين في السنة على الأقل. * تجنب تحميل الثلاجة فوق طاقتها. * استخدام مقابس ذكية أو مقاييس استهلاك لمراقبة الأداء. في النهاية، تبقى المغناطيسات مجرد قطع زينة بريئة من فواتير الكهرباء المرتفعة، فيما يتعين على المستهلكين التركيز على طرق الاستخدام والصيانة الذكية إذا أرادوا فعلاً تقليص الاستهلاك دون التضحية بالراحة.