عرفت مباراة ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، التي أُجريت صباح اليوم السبت، حالة ارتباك غير مسبوقة بعد تسريب عدد من مواد الامتحان الكتابي وتداولها عبر مجموعات رقمية مغلقة، في وقت كان فيه آلاف المترشحين يجتازون الاختبارات داخل مراكز الامتحان المعتمدة بمختلف جهات المملكة. وبحسب معطيات تداولها مترشحون على مواقع التواصل، فإن التسريب وقع حوالي الساعة التاسعة صباحًا، أي بعد دقائق من انطلاق الامتحان الذي يمتد لأربع ساعات، ما أدى إلى تسريب مواضيع الامتحان خاصة في مواد التربية الإسلامية، اللغة الفرنسية، اللغة العربية، الاجتماعيات، والتعليم المزدوج. وتشير المعطيات ذاتها إلى تداول صور كاملة للامتحانات عبر تطبيق "واتساب"، داخل مجموعات مخصصة للمترشحين، وسط طلبات متكررة للحصول على الأجوبة، ومحادثات تُظهر وصول المواضيع إلى أشخاص خارج مراكز الاختبار. واستنكرت أصوات تربوية ومترشحون هذا الوضع الذي وصفوه ب"المُهين لثقة العموم في شفافية الاستحقاقات"، معتبرين أن ما حدث يُضعف مبدأ تكافؤ الفرص ويضرب في العمق مصداقية المباريات، لا سيما أن تسريبات مماثلة سبق أن أثارت جدلا في السنوات الماضية دون تفعيل رادع حقيقي. كما أعربت فعاليات تعليمية عن استغرابها من عدم تفعيل أدوات المراقبة الإلكترونية، التي سبق لوزارة التربية الوطنية أن تعهدت باعتمادها في امتحانات الكفاءة المهنية، مستنكرة استمرار تسريب مواضيع حساسة رغم الإجراءات الوقائية المعلنة سابقًا، وعلى رأسها منع الهواتف ووسائل الاتصال. تجدر الإشارة إلى أن الوزارة الوصية كانت قد شدّدت، قبيل انطلاق هذه المباريات، على ضرورة ضبط مراكز الامتحان ومنع أي تجاوزات قد تمسّ بنزاهة العملية، مع التلويح بعقوبات في حال ضبط مخالفات. ويُنتظر أن تخرج الوزارة المعنية بتوضيحات رسمية بخصوص هذه الواقعة التي تتفاعل بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت يُرتقب أن تُنظم اختبارات شفوية خلال الأيام المقبلة، وسط توجس من تكرار سيناريوهات مشابهة مستقبلاً دون محاسبة واضحة.