مع احترامي لكلّ نائب يقدّر مسؤوليته المداني عدادي أنا لولاك سيّدي ما كان لي مكان .. و لولا عزّك الضافي ، لكنت في خبر كان . و هل من دونك أقوى ، و أنا كسيح ، مهيض الجنان ؟ ما لي يد أبطش بها ، و لا أملك حتّى اللسان . و ها أنذا بفضلك اليوم بطل ، طليق العنان .. أتمرّغ فوق برسيم حقوق الإنسان . لا حبل يربطني .. و لا وتد .. و لا لي غمّازتان . يا حسرتي لو لم أزرك ثانية .. لمتُّ كمدا عن ضياع الجنان . يا سيّدي ما جئتك طامعا .. لكنّ الجماهير خلفي تدفعني نحوك مثل قذيفة أو فوهة بركان .. فاقبل هديّتهم سيدّي فإنّي رششت عليهم النّقود ، و الحشيش ، و الأحذية بالمجّان .. و أشبعت جوعتهم ليلة ، لكنّني ضمنت لهم مخمصة طيلة هذه السنين الكبيسات بالحرمان . سأخلد فيك لراحة ” بيولوجية ” ، فأنت أهلها و مقرّها .. و إلاّ فما أنت ب : بَرْ لَمَانْ . يا سيّدي معذرة إن علا فيك شخيري .. فأنا من فصيلة المستبيتين ، ذوي الكروش الطّافحات للعيان . ما جئت لأداء واجب ، أو لأدافع عن حقوق الأنام . بل جئت أبغي حاجتي ، و أنت أعلم بنيّة الثعلبان . مقعدي و وسادتي ، جلستي و تثاءبي أمام ” الكاميرمان ” . و كذا حسابي السريّ و العلنيّ .. و امتيازات أخرى مثل الديدان . يا سيّدي فاقبل توبتي ، لأنّني قصّرت حين لهفت نصف الميزانية .. و أنفقت على نفسي ما يُشغّل ألف عاطل ، و يُشبع مليون مشرّد من الصّبيان . و ما غنمت سوى خمس ضيعات تزخر بالغلال .. و خمس عمارات تغلق عن الشمس ، و تناطح أنف السحاب و الحسّاد . ناهيك عن سبع سيّارات سمان ، يخدمهنّ ثلاث خفيفات للتّجوال . يا سيّدي عشق أنساني هويّتي و صلاتي ، و نسكي .. و حتّى زوجتي من غير قران . لو خُيّرت لاتّخذتك مسكني ، أو معبدي .. فيك أصلّي و أأذّن للشهوات كي تحجّ إلى مكتبي دون تعب أو عجب ، بل و بالمجّان . فأنا مواطن صالح سيّدي و لولايَ ما ترمّلت النساءُ .. حرّرتهنّ من ربق العبودية ، و أخرجتهنّ لسبل الدّعارة كالفئران . أين بعولتهنّ ؟ و قد وردوا حياض الموت بالفقر و القهر ، بالهيستيريا ، و السيدا و السرطان .. فاشرح صدري لغدي ، و أطلق لساني للسبّ و الشنآن .. سأصول صولة تتناقلها الرّكبان .. تحار لها الأذهان . فأنا مِعْوَلٌ مُعَوِّلٌ على الهدم و النّتف و العضّ بالأسنان . و هل يُقال عنّي برلمانيٌ ، إن لم أغتنمها فرصةَ العمر ، قبل فوات الأوان ؟ يا سيّدي ، من أجلك وزّعت مالي ذات الشّمال و ذات اليمين .. و لم أُبال .. و كيف أُبالي .. و أنا لا أدري حتّى من أين أتاني ؟ ! فألهاني ما ألهاني .. حتّى زرتك في يوم قائظ يا سيّدي البرلمان . من أجلك قلت للكلب : سيدي ، و اتّخذت البغل أخي من الرّضاعة .. و القرود أخوالي .. من أجلك كم ألهبتني سياط القيل و القال .. و لم أبالي .. و مهما قالوا .. فمعظم ” الجرانين ” مِلكُ يميني .. يا سيّدي ، من أجلك كم أرقت من الدّماء !! قطعانا من البقر .. قطعانا من الإبل .. قطعانا من التّيوس و الخرفان السّمان . و عند الضّرورة و أنا البرلماني كم نحرت لهم من الحمر و البغال . أمّا الدّواجن فلا تسل ، فقد انقرض من أجلك جيل من الدّجاج . حتّى الخمور وزّعتها ، و هل تُعْجِزُني من أجل تحقيق الأماني ؟ ! يا سيّدي البرلمان .. فعليّ و عليك ألف سلام .. ألف سلام ..