حاولت جماعة العدل والإحسان الاتكاء على قضية العربي العكاز، الذي تم توقيفه بمطار محمد الخامس، لتؤكد للرأي العام وخصوصا للسادة الأمريكان أن الدولة تستهدفها، والعكاز لم يكن موضوع اعتقال سياسي لأنه مبحوث عنه في إطار قضية جنائية، وقد كان مبحوثا عنه في إطار مذكرة بحث وطنية مؤرخة بيوم 17 غشت الماضي.
لقد تم توقيف العربي العكاز عندما يهم بمغادرة التراب الوطني في اتجاه الديار المقدسة لأداء مناسك الحج، فالرجل متورط حتى النخاع في أحداث اليوسفية الدامية، والتي عرفت تخريب مؤسسات تابعة للمكتب الشريف للفوسفاط والمكتب الوطني للسكك الحديدية وإضرام النار.
كما أنه موضوع مذكرة بحث صادرة يوم 6 شتنبر الماضي بتهمة الضرب والجرح، وقد تم تقديم العكاز، الذي تسبب في خسارة مالية بالملايير، أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بآسفي الذي أمر باعتقال المعني بالأمر، كما تم تحديد تاريخ 20 من الشهر الجاري موعدا لمحاكمته.
ورغم أن القضية جنائية، فهاكم ما قالته جماعة العدل والإحسان "يأتي هذا الملف الجديد في حق جماعة العدل والإحسان بعد أيام على القرار الباطل قانونا بمنع معتقلي العدل والإحسان الإثني عشر المفرج عنهم من مزاولة وظائفهم.
واستمرار منع معتقلي العدل والإحسان السبعة بفاس المحكوم عليهم بالبراءة من الالتحاق بعملهم وحرمانهم من أجورهم، ويأتي كذلك في نفس اليوم الذي قررت فيه الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية بالرباط تأجيل النظر في ملف الأستاذة ندية ياسين إلى 12 أبريل 2012، هذا ناهيك عن ملفات أخرى سياسية تعد بالعشرات، يتابع من خلالها أعضاء وقيادات جماعة العدل والإحسان أمام القضاء، ضريبة لمواقفها السياسية من نظام الحكم في المغرب".
القضية حسب الجماعة سياسية، مما يوحي بأن الجماعة أصبحت الدار الخالية التي يمكن أن يلجأ إليها المجرمون واللصوص وتجار المتعة الحرام، وإذا ما طالتهم يد العدالة ستنتفض الجماعة لتعتبر القضية سياسية وأن الدولة تستهدفها.
فيوم نشرت بعض وسائل الإعلام صورا لندية ياسين في حضن عشيقها بأثينا قالت الجماعة إن الصور مفبركة نظرا لمواقف الأخت الجمهورية، ويوم منعت وزارة التعليم المعتقلين السابقين من العمل، نظرا لأن قانون الوظيفة العمومية يمنع ذوي السوابق من ولوج الوظيفة العمومية كانت قضية تضييق على الجماعة.
فالعكاز الذي أرادت أن تتكئ عليه الجماعة أراد أن يذهب إلى الحج لغسل عظامه من الآثام التي اقترفها في حق المجتمع.
وكما دعت الجماعة إلى توظيف القتلة، فهي تدعو الآن ترك المجرمين يمرحون في الأرض، ألم نقل لكم إن الجماعة تريد الفوضى وقانون الغاب؟.