أوردت وكالة المغرب العربي للأنباء، صباح اليوم الخميس 22 يناير 2015، خبرا طريفا مفاده ان عبد الهادي خيرات مدير نشر جريدتي "الاتحاد الاشتراكي" و"ليبراسيون"، اكد استئناف صدور الصحيفتين يوم غد الجمعة... إلى هنا لا شيء يثير شهية وانتباه القارئ، مادام الامر يتعلق باستئناف الصدور بعد احتجاب الصحيفتن اليوم الخميس، على خلفية الصراع الذي يجري بين ادريس لشكر والمكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ومدير نشر الصحيفتين عبد الهادي خيرات، وهو الصراع الذي انتهى باقتحام مقر الجريدتين أمس الاربعاء من طرف انصار الكاتب الاول للحزب، وذلك لتطبيق قرار المكتب السياسي القاضي بإقالة عبد الهادي خيرات من منصبه كمدير للجريدة... مايثير الانتباه، وكذا الشفقة على طبقتنا السياسية، هو تبرير خيرات لهذا الاحتجاب بتجاوز بعض المعيقات التي كانت تحول دون استئناف صدور الجريديتين "حتى نكون عند حسن ظن قرائنا وزبنائنا الاوفياء"، حسب تصريح خيرات ل "و م ع"..
القارئ لتصريح خيرات سيظن، وإن بعض الظن اثم، ان الامر يتعلق بمعيقات تقنية أوفنية او..استطاع المسؤولون عن الجريدتين التغلب عليها بين الامس واليوم حتى يكونوا عند حسن ظن القراء والزبناء الاوفياء..
والحال ان الامر ليس بهذه السهولة، إذ ان احتجاب الجريدتين كان سببه الصراع الذي لايزال ساريا بين انصار لشكر والمكتب السياسي للحزب من جهة، وعبد الهادي خيرات مدير نشر جريدتي "الاتحاد الاشتراكي" و"ليبراسيون"، من جهة اخرى، وهو صراع تطلب اقتحام مقر الجريدتين امس الاربعاء ومحاولة اجبار خيرات على إفراغه، إلا ان الامر لم يكن بالسهولة التي كان يظنها لشكر وانصاره وهو ما جعلهم يرضخون ربما لمطالب خيرات الذي تراجع عن تصريحاته النارية التي ادلى بها امس الاربعاء للعديد من المنابر الاعلامية والتي قال فيها إنه لجأ إلى القضاء في مواجهة لشكر الذي شن هجوما رفقة "عصابته" على المقر...
ترى ما الذي حدث حتى يغير خيرات لهجته تجاه لشكر، ويخفي سبب احتجاب الجريدتين من خلال القول بأن الامر يتعلق ب "تجاوز بعض المعيقات التي كانت تحول دون ذلك "حتى نكون عند حسن ظن قرائنا وزبنائنا الاوفياء".
المثير في الامر أيضا، هو تجاهل وكالة المغرب العربي للانباء لرأي الطرف الآخر، أي ادريس لشكر، ولا نظن ان الوكالة تجهل هذا الامر الذي يدخل في صميم "صدقية الخبر"، كما لا نظن ان المسؤولين في و م ع يجهلون الخلاف الذي على اثره توقفت الجريدتان اليوم عن الصدور...