من المتوقع أن يصدر بعد قليل من مدينة العيون البيان الختامي لاتحاد المحامين العرب في أعقاب انتهاء أشغاله بمدينة أكادير، وأصر المحامون العرب على الانتقال إلى حاضرة الصحراء المغربية قصد إصدار بيانهم الختامي، والذي حسب مصادرنا سيتضمن التأكيد على مغربية الصحراء وعلى وحدة المغرب، والإعراب عن الاستعداد الدائم وغير المشروط للدفاع عن هذه القضية في المنتديات الدولية. ويعتبر هذا الموقف مهما جدا بالنظر لما يمثله المحامون في العالم العربي باعتبارهم شريحة اجتماعية وسياسية فاعلة في التحولات، التي يعرفها العالم العربي، واختيارهم الدفاع عن المغرب اعتراف بقدرات المغرب على تطوير أدواته القانونية والقضائية في خدمة حقوق الإنسان. وقد احتضنت هيئة المحامين لدى محكمتي الاستئناف بأكاديروالعيون، من 28 إلى 30 ماي، تحت شعار "الأمن القومي العربي: بين الواقع والمأمول"، أشغال اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب لسنة 2015.
وشدد المشاركون في هذا الملتقى، الذي تم تنظيمه تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على الظرفية الدقيقة التي انعقد فيها هذا اللقاء من أجل تبادل الرأي حول قضايا الوطن العربي وهمومه، وما تتعرض له الأمة العربية اليوم من سياسات التقسيم والعنف والإرهاب.
وأبرز نقيب هيئة المحامين لدى محكمتي الاستئناف بأكاديروالعيون محمد أمين بيزولال، بصفته رئيسا للدورة، أن اختلال التوازن الدولي وهيمنة القطب الواحد بالتوازي مع تنامي الأحداث الإرهابية كلها عناصر أرخت بظلها على واقع عربي موسوم بالضعف والهشاشة، مما فاقم من المخاطر وأذكى المؤامرات ومشاريع التقسيم على أسس عرقية ودينية ومذهبية.
واعتبر أن تضافر هذه العوامل مجتمعة أدت أو تكاد إلى ضياع قضية العرب المركزية الأولى فلسطين وما يواكبها من تهويد للقدس الشريف وتنكيل بالسكان من طرف الاحتلال الصهيوني و ضياع حق العودة للاجئين وتردي أوضاع المعتقلين.
ومن جهته، أشاد رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب النقيب محمد أقديم بالحضور الوازن لأشغال هذا الملتقى الذي يقيم الدليل على انتصار هيئة الدفاع والمحامين العرب لقضيتهم المركزية فلسطين، مشددا في ذات الآن على ضرورة تضافر الجهود لإيجاد الحلول المناسبة لما يمر به الوطن العربي من أسباب التمزق والتوتر والتشتت التي يغذيها الاستبداد وغياب الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة.
ومن جانبه، استعرض الأمين العام لاتحاد المحامين العرب النقيب عبد اللطيف بوعشرين عددا من المحطات التي طبعت مسيرة هذه الهيئة، منذ إحداثها في سنة 1944، وما راكمه المغرب من سعي دؤوب قوامه الانتصار للقضايا المصيرية للأمة وعلى رأسها قضية فلسطين، معتبرا أن هذا اللقاء يمثل "محطة تستوجب منا جميعا وقفة تأمل حقيقية والتفكير بمسؤولية فيما آلت إليه أوضاع أمتنا العربية وما يحاك الآن لبعضها من سياسات ممنهجة في تقسيمها".
وعرف انعقاد اجتماع المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب بأكادير في هذه الدورة، فضلا عن حضور نقابات دول الخليج العربي لأول مرة في أفق الانضمام إلى الاتحاد، تنظيم عدد من الأنشطة الموازية.