تسلمت المكتبة الوطنية للمملكة المغربية، أمس الخميس، خزانة الشاعر والكاتب الصحفي المرحوم محمد بنيحيى "الطنجاوي" ،وذلك في حفل جرى تنظيمه أمس بمقر المؤسسة بالرباط، بحضور زوجة وأبناء الفقيد وأفراد من أسرته، وعدد من مسؤولي وأطر المكتبة الوطنية. وتناول الكلمة بهذه المناسبة، كل من السيد عبد الاله التهاني المدير بالنيابة للمكتبة الوطنية، والسيد قيس بنيحيى نجل الشاعر والصحفي محمد الطنجاوي، حيث استعرضا معا محطات وملامح من سيرة الأديب والصحفي الراحل. كما أبرزا دور المرحوم المتميز واسهامه المتواصل في الحياة الثقافية والساحة الإعلامية بالمغرب، منذ شبابه المبكر . وتتشكل هذه المجموعة القيمة من خزانة المرحوم محمد بنيحي الطنجاوي من 1128 مطبوعا، تغطي مجالات معرفية متنوعة، وخاصة في ميادين الآداب والتاريخ والحضارة، والعلوم الإنسانية، والقانون، والعلوم السياسية، والمعرفة الدينية، والموسوعات العلمية، ومؤلفات ومجلات ومصنفات متنوعة المواضيع. وتم بالمناسبة توقيع عقد الهبة من طرف السيد قيس بنيحيى، ممثلا لورثة محمد بنيحيى "الطنجاوي"، والسيد عبد الإله التهاني المدير بالنيابة للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، ممثلا لهذه المؤسسة. وتتعهد المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بمقتضى عقد الهبة الموقع، بضمان صيانة "مجموعة محمد بنيحيى "الطنجاوي"، ومعالجتها ببليوغرافيا، في شروط لائقة تضمن حفظها وتوفير الشروط والظروف المناسبة، والكفيلة بضمان استفادة الباحثين والطلبة من محتوياتها، والاطلاع على ما تضمه من أمهات الكتب والمصنفات والمطبوعات، في مختلف مناحي المعرفة. كما تعهدت المؤسسة برقمنة الرصيد الوثائقي لهذه المجموعة القيمة، طبقا للمعايير التوثيقية المعتمدة من طرفها، والتي تتسم بالمهنية العالية،وتحترم جميع الحقوق والضمانات المتعلقة بحقوق التأليف والملكية الفكرية ولد المرحوم محمد بنيحي الطنجاوي، بمدينة تطوان في السادس من يونيو 1936، وتلقى تعليمه بالمسيد، ثم بالمعهد الديني لتطوان، فالمعهد الحر ثم بجامعة القرويين في فاس، حيث كشف عن ميولاته واهتماماته بالمجال الصحفي في سن مبكرة، وأصدر مجلة خطية قبل أن يزاول مهمته كصحفي بجريدة "النهار" وجريدة "الأمة" بتطوان. وكانت قصيدة "صباح الحب" بمثابة إعلان عن ولادة شاعر ذي نمط متميز في الكتابة وامتلاكه لمجموعة من الخصائص أهلته للفوز بجائزة محمد الخامس للشعر (جائزة العرش). السيد عبد الاله التهاني المدير بالنيابة للمكتبة الوطنية، والسيد قيس بنيحيى نجل الشاعر والصحفي محمد الطنجاوي وفي سنة 1956 التحق الراحل المعروف ب "محمد الطنجاوي"، بجريدة "الصحراء" قبل ان ينضم في سنة 1959 إلى الإذاعة المركزية بالرباط، ثم إلى أسرة جريدة "التحرير". وشد محمد الطنجاوي الرحال إلى العاصمة المصرية القاهرة سنة 1962، في إطار المشاركة في دورة صحفية استمرت زهاء عامين ونصف ليعود بعدها في 1964 إلى المغرب، حيث تحمل مسؤولية رئاسة تحرير جريدة الأنباء. ويعد الشاعر والإعلامي محمد الطنجاوي، صاحب كلمات رائعة "مولد القمر" التي أداها الفنان عبد الوهاب الدكالي، كما يعتبر واحدا من أشهر الشعراء المغاربة الذين جذبت أشعارهم فنانين مشارقة وتغنى من كلماتهم كبار الفنانين العرب، منهم الموسيقار محمد عبد الوهاب الذي لحن وأدى من كلماته أغنية "الرائد الأكبر"، والفنان عبد الحليم حافظ الذي أدى من كلماته وألحان الموسيقار أحمد البيضاوي أغنية "من المصري إلى المغربي". ومن الآثار الإبداعية الوطنية لمحمد بنيحي الطنجاوي، ملحمة العهد بأجزائها الثلاث، التي ميزت الاحتفالات الوطنية في أواخر الثمانينيات.